حين يرسم الصحفي التونسي الألمعي نورالدين المباركي..بالكلمات
تقديم محمد المحسن
إنّ الخاطرة الإبداعية توغل شفيف فى مسارات الذات الخبيئة،أو هي مونولوج رائق يماثل التتابع النغمي في درجاته الرهيفة..
ومن هنا،فإن للغة أهميتها القصوى في ملء كل هذه المسارات والدروب بألوان الانتباه الناعم الذي تحدثه الكلمات التأملية الجادة..
وعندما تلامس الكلمات وجدان المتلقي،وتهتز نفسها،فلابد أن يساير المتن هذا الاهتزاز الوجداني ويعضده تأكيدًا ودعمًا لإحداث الأثر الكلي من جماليات الدهشة والتلقي الفائق.
تأملت هذه اللوحة كثيـرا،وفي كل مرة كانت تشدني اليها أكثر وتدفعني الحيرة للتأمل في مضمونها ومساحات الصمت والتجريد فيها.
ولكن..
قد تحمل اللوحة معان كثيرة،وكل واحد منا قد يرى شيئا مختلفا عن الآخر-هذا ما يعطي الفن سموا وقوة في الحضور-
وكما يقال في علم النفس،إن تأويلاتنا للمعاني هي مجرد انعكاس لافكارنا واسقاط لما يشغل بالنا على الاشياء من حولنا..
وللقارئ -لهذه اللوحة الفنية-أختم وأقول: أحيانًا لا تحتاج إلى مساحة كبيرة من الوصف لتضع يدك على الجرح،يكفي أن يصل إليك كومضة تقف طويلًا على نافذة إدراكك دون أن تغادر! وهذا مافعله الأستاذ الألمعي نورالدين المباركي،.ببراعة واقتدار.
واسمحوا لي أن أدعوكم إلى قراءة -هذه الخاطرة-المفعمة بعطر الكلمات..
ولكم حرية التفاعل..والتعليق :
"قديم..أنا
قديم ،كقلم على المكتب لم يشرب حبرا منذ 20 صيفا ..
كورقة بيضاء انتظرت من يخط عليها سطرا وفقدت نضارتها.
ككنش صغير منسي وراء الكتب ..
قديم، كمذياع فقد صوته وبقي جامدا في ركن الغرفة..
كقصة رواها كل الرواة فأصبحت باسمهم جميعا..
قديم أنا ..
كأبي ،مات وهو يكابر ولا يشتكي ...
كشدة حب أمي البسيط المطمئنة..
كحبة تين معلقة أعلى الشجرة في آخر الموسم..
قديم ..
كطفل صغير يفرح لكذبة " بيضاء "...
كشيخ يداري دمعه..
نوردين المباركي
مراسل France 24

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق