أمشي و أكتبني
أنا المنفيّ دون ما سبب
و الغريق دون أقنعة
و المرميّ إلى رحم من العدم
سليل الأنبياء أنا
و بي نهم إلى النبوّة
و جميعهم عبث بأشرعتي
يا سطوة القول
و هذا القول سكرانا يغازلني
حينّا يصلّي
صلاة الغيبة الكبرى فيحرقني
تدثّرت بالمنفى
فكاد المنفى يقتلني
إنّي انزويت إليّ
كاد طيفي يقتلني
قد ألقاها بوصلتي
فتبوح لي
تضمني حينا
ثمّ تنهرني
يا قسوة الوحي
و الأحلام و السّحب
و مرافئ الحزن
و الأشجان و الكتب
يا قسوة المنفى
و الأوهام و الرّتب
إنّي هنا لا شيء يرتّبني
غير الموتى و الكفن
تحيط بي أسلاك شائكة
و جميعهم ملّ معانقتي
حين انزويت إلى نفسي لترهقني
هي الفراغات دون القول قاتلة
إذ كنت وحدي
نديم الصمت و الغضب
لا شيء يسعفني
لا شيء يسعدني
إنّي احترقت
لماذا الصمت يا أبتي
أمشي و أهذي
أمشي و أكتبني
أنا المنفيّ دون ما سبب
عبدالله بنعمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق