'18 أيلول'
هل نسيت شيء؟
ربّما نسيت أن أقول لها
هذه الّليلة لك.. ولي
وللّيل الذي ضمّ عمرينا لليله...
ربّما نسيت أن أعانق المطلق فيك
والصّدفة فيّ...
أو ربّما نسيت أن أقبّل التّراب
الّذي تنامين على راحتيه
وتلدين الصّرخة الأبديّة
أو ربّما نسيت
ترتيب الذّكريات في شريط واحد
حتّى لا يحرمني القلب
من تنفّس الوقت
وتأمّل المسافة في الغياب
هناك الّليل...
البحر
النّخل
التّين
والزّيتون
والقسم الّذي منه كنت... وها ما زلت أكون...
هناك القمر يسقي السّاهرين
لحنه الحنون...
ويبشّر بلون كلون التّمر
بشمس
ريح
غيم
مطر
ووليد كما سماء أيلول مجنون...
ويرزق القلب حبّا بريء
يتلقفه حزن الأيّام...
وفعلها الملعون...
وما نسيت ليلي
الّذي طال بي
حتّى جاءني وحي القصيدة
من مختلف زوايا الذّكريات
ومذاهب الشكّ الظّنون...
وتركت قلبيا للّريح
أشرعته لسفينة غربتي جواز سفر
وصور من ماضي
يغريني بترتيل الحبّ
الّذي فيك
وفيّ مدفونا...
يا ساقي الرّوح شراب الحبّ
أسكرني
بعثرني
ثمّ لمّني من الطرقات كلمة واحدة
وزدني من نبيذ الكون
أعبّ الحبّ من شدو معانيه
وتاريخ تقلّب الأيّام
ونشيج الوتر المسكون
بدفء ليلتي
وموسيقى زمان... كان
وكان...
كم كان حنونا...
فهل نسيت أيّ شيء
أو هو كلّ شيء نسيني
وبقيت في ظلّي
أخزّن لذاتي... دفترا...
كلّ أسطره من حبر ملح العيون...
فيا سيّدة الرّوح الأولى
مازالت الصّرخة تعلو
وتعلو
ويعلو في فضاء الّليل سؤالها
والجواب سؤال أيضا
لما ولدتني هنا؟
وفي هذا الزّمان اللّعين...؟
لما كلّما اقتربت من ورق
تحترق أصابعي
والصّدر يتنفّس حريقا أيّامي
وناس من أقنعة خاوية
ترتع في الجدب
والخراب
والكذب ملوّن بألوان السّجون...؟
يا معبودة روحي
كرهت كلّ شيء
وبقي فيّ من الحبّ
ما يعمّر وطن من قصيدة
أكتبها لك
لي...
لمن مازال يؤمن بمبدئ
أكون أو... أكون...
18/09/2024
المختار المختاري

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق