من يَعتلي عرش الشمس؟
ساعة أعلن اليمام الرحيل
بكت السنديانة
بكت الدّيار
باب المدينة أضاع أقفاله
في الغوغاء
و الريح على أعتابه
تعوي..
بين أشواك الصّبار علقت فراشة
كانت تروم اجتياز أفق الخيال
و إذا بالأرض تدور دورتها
ليحِلّ فصل البكاء
مُربك.. هذا الليل
و ضجيج صمته ساحق
و صدري لا يتّسع لكل هذا الفراغ
نافورة الأمنيات
أطبقت عيونها على الصّدإ
شفاه اليائسين عطشى لجرعة أمل
لماذا يسكن قلبي كلّ هذا الألم
و هذا النزيف؟
أحاول أن أرتُق ثقوبه دون مورفين
أنا القادمة من وطن الأحزان
أحمل بين كفَّيَّ قصيدة
تَبحثُ في عيون الآخرين
عن ترياق لأحزاني
و إذا..
بالآخرين يُعتّقون الوجع..
بداخلي
تركض مسافات عميقة
يتصاعد برأسي الغبار
أتسلّق صوت الرّعد
و دهشة البرق
لأعود.. و أنا أعانق وحدتي
أتوه في الشوارع المشوّشة
كما لو لم يكن لي سكن
كما لو لم يكن لي وطن
طويل شتاؤنا.. طويل
و ليله موحش.. كئيب
يمضي بطيء الخطى
من يرفع الغمام عن سمائنا؟
و القمر أعلن الخسوف
من يعتلي عرش الشمس
ساعة التّتويج؟
من يحرّر الحمامة المطوّقة
و السّرب في قبضة الصيّاد؟
آه.. يا ليلي الطويل
كيف ألملم فوضى الزمان؟
كيف أستعيد خطواتي المكبّلة بالرصاص
و صوتي الذي تبعثر في الزّحام؟
لن يسرق الظل وجهي
لن أعتلي مشنقة الظلام
و ذاك النّجم في السماء
ينتظر منّي العبور.
بقلمي: لطيفة الشامخي
من ديواني: " كلمات تولد من ضلع حواء"

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق