الكِتَابَةُ بِأَبّجَديَةٍ ثُنَائِيِّةِ التَرقِيْم :
رَبِيْعٌ مُنِيْب .
هُنَاكَ عِنْدَ مَشَارِفِ حُلُولِ المَعْنَى فِي ضِدِّهِ ، يَقُولُ الكَلَامُ لِلصَمْتِ المُحَبَّذِ انْتَظِرنِيَ كَي أَرَاكَ القَرِيْب …
لِنَمْشِي سَوِيًّا إِلَى بَابِ المَسَاءِ يَجِيْءُ خَفِيْفًا و خَفِيًّا ، يُسَاهِرُ عُيُونَ القَمَرِ تَنْظُرُ أَرضَ القَوَافِي فِي نَشِيْدِ الغَرِيْب …
فَتَتَّحِدَ نُسَيْمَاتُ لَيْلِ الحَائِرِيْنَ مَع ذَاكِرَةِ هَذَا الصَبَاحِ ، مِن حَيْثُ بَدَأَ الَوَقْتُ عُبُورَهُ نَحْوَ الغُرُوب …
تَذَكَّرَنِيَ الحَرْفُ و نَادَانِيَ : انْهَض مِن سُبَاتِكَ ، و انْظُر نَفْسَكَ ذَهَبْتَ فِي كُلِّ الجِهَاتِ و كُلِّ الدُرُوب …
و قَد تَشَظَّت رُوحُكَ تَبْحَثُ عَن مَاذَا خَلْفَ مَرَايَاكَ !؟ ، هَل وَجَدتَ أَنَاكَ الأُنْثَوِيَّةَ ؛ دَاؤُكَ و الطَبِيْب …
لِمَاذَا و كَيْفَ التَقَيْتَ الجَمِيْعَ ؟ سَخِرُوا مِنْكَ و آلَامَكَ ، و مَاذَا وَجَدْتَ عَائِدًا نَحْوَكَ ؟ سَأَلَ السُؤَلَ مُجِيْب …
هِيَ لَيْلَتُكَ الأُخِيْرَةُ هُنَا عِنْدَ أَطْرَافِ فُضُولِ الاسْتِفْهَامِ ، فَتَزَوَّد بِكُلِّ مَا أُوتِيْتَ مِن قُوَةٍ بِابْتِسَامَتِكَ لِلرَحِيْلِ الهُرُوب …
و هِيَ المُفْرَدَةُ ؛ المَوتُ غَلَبَت نُعَاسَ أَحْلَامِكَ تَلهُو بِكَ ، نَامَت لَدْغَةَ الصَحْوِ لِسَاعَةِ الهُدُوءِ المُرِيْب …
ظَنَّ اللَّيْلُ العَابِثُ بِأَنَّهُ يَمْلِكُ القُدْرَةَ عَلَى مَسْحِ دُمُوعِك ، انْهَمَرَت لَمَّا كُنْتَ تَهْمِسُ فِي مَسَامِعِهَا أَن لَا رَقِيْب …
لِيَتَلَوَّنَ النَسِيْمُ يُدَاعِبُ شَعْرَهَا الكَسْتَنَائِيَّ الخَيَالَ ، بِرَائِحَةِ النَدَى يَعْبَقُ بِهَا السَفْحُ زَرَعَتْهُ يَدُ المَاضِي خَصِيْب …
وَقَتَ وَقَفَ الغَمَامُ فَوقَ القِمَّةِ يَتَدَلَّى مِنْهَا النَظَرُ ، كَي يَرَى بِسَاطَ التُرَابِ أَخْضَرًا بَيْنَ اليَدَيْنِ مُخْضَوضِرًا يَذُوب …
عِنْدَهَا لَمَعَت عَيْنَاهَا ؛ سَاحِرَتَيْنِ فِي ذُهُولِ نَظَرِيَ الشَارِدِ ، ذَهَبَ إِلَيْهَا قُبْلَةً حَرَّى ذَبُلَت قَبْلَ الوُصُولِ خَوفَ تَأنِيْب …
هِيَ مَن أَشَارَت لِي بِإِيْمَاءَةٍ تَقُولُ : تَعَالَ اعْرِف مَا تُرِيْد ، تَسَلَّحْتُ بِإِطْرَاقَةِ الحَيِي مُتَلَعْثِمَ اللِّسَانِ : أَنَّى عَن عِشْقٍ أَتُوب !؟ …
: عَاشِقٌ يَرْجُو مِنْكِ ؛ طَيْفًا زَارَ نَبْضَ القَلبِ فِي الوَرِيْدِ ، قُبُولَ هَمْسِ النِدَاءِ طَارَ إِلَيْكِ هَوَاءً تَنَفَّسَ الغَربَ فِي جَنُوب …
و ذَهَبتُ شَرقًا يُمَاشِيْنِيَ أَذْهَبُ نَحْوَ شِمَالِ الجِهَاتِ ، لِأُسْمِعَكِ أَيْنَمَا أَنْتِ فِي البَعِيْدِ صَوتَ الدُعَاءِ ظَهْرَ غَيْب …
أَسْرَفْتُ فِي غِشْيَةِ التَأَمُلِ تَرسُمُ ثَغْرَكِ البَسَّامَ بَيْنَ غَمَّازَتَيْنِ ، أَنَارَ ظُلْمَةَ الرُوحِ مِن جُرْحٍ غَابِرٍ يَنْشُدُ مِنْكِ عَبِيْرَكِ الطِيْب …
هِيَ أَنْتِ صَحْوُ أَحْلَامِيَ تُسَافِرُ بِي يَمَامَةً تَهْدِلُ بِاسْمِكِ العَالِي ، فَأُحَلِقُ صَوبَ نَاحِيَةِ النَجَاةِ مِن مَوتِيَ أَرفَعُ فَوقَ الأَكْتَافِ
الصَلِيْب …
قَفَزتُ مَرَّةً مِن شُرفَةِ الرُوحِ حَيْثُ المَسَافَةُ جَمْحَةُ فَرَسٍ ، لِأَهْرُبَ مِن نَفْسِيَ فِي عَالَمِ دَاخِلِيَ غَابَ عَنِّيَ حُضُورًا مَهِيْب …
رَحَلْتُ إِلَيْكِ فِي الهُنَاكَ المَجْهُولِ أَصِيْحُ رَجْعَ الصَدَى أَنْتِ أَيْن !؟ ، لَمَّا رَكِبْتُ ظَهْرَ رِحْلَتِيَ شِرَاعُ سَفِيْنَتِهَا مَعِيْب …
هِيَ أَنْتِ حِكَايَتِيَ التِي لَا أَعْرِفُ مِنْهَا غَيْر الهَوَامِشِ حَيْثُ أُقِيْمُ ، يَسْتَغِيْبُنِيَ النَجْمُ الدَلِيْلُ و يَحْكِيْنِيَ لِلعَصَافِيْرِ تُغَنِيْكِ قَصِيْدَتِيَ ، قَالَ عَنِّيَ الكَثِيْرَ - إِن تَرَجَلْتُ مَوجًا - مَا مَجَّدَ فِيَّ إِلَّا العُيُوب …
سَقَطتُ تَحْتَ سَمَاءِ حُرُوفِيَ النَاقِصَاتِ ضَجَّت بِثِقَلِ المَعَانِي ، وَقْتَذَاكَ جَاءَ يُعَاتِبُنِيَ صَاحِبُ الظَلَامِ : أَذْنَبْتَ يَا مُذْنِبٌ أَنْتَ و أَنْتَ الذُنُوب …
تَرَكْتُ كُلَّ الخَلفِ خَلفِيَ كَي أَنْسَى مَا مَضَى مُفْرَغًا إِلَّا مِنَ الذِكْرَيَاتِ ، يُجَالِسُ عُمرِيَ مِقْعَدُ الأيَامِ أَجْلِسُ مَحْمُومًا حَبِيْسَ وِحْدَتِيَ رَجُلًا رَتِيْب …
اسْتَيْقَظْتُ فَجْرًا حَانِيَ الظَهْرِ يَحْمِلُ مَعِيَ عَن كَاهِلِيَ عِبْءَ أَنْفَاسِيَ ، يَبْحَثُ عَنِّيَ و عَنْكِ و قَد زُرِعْنَا مُشْبَعِيْنَ مَوتًا ، أَزْهَرَنَا بَعْدَ جُنُونِ الشِتَاءِ الأَخْيْرِ رَبِيْعًا مُنِيْب .
سامي يعقوب . / فلسطين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق