آخر المنشورات

الاثنين، 2 سبتمبر 2024

قراءة بقلم الناقدة والشاعرة / ليلى كو لقصيدة الإعلامي الشاعر: أيمن الفالوجي الأسواني ( العشق المصلوب)

 ويبقى الإبداع ...كل الشكر والتقدير للناقدة والشاعرة الكبيرة / ليلى كو   على  التحليل المتميز لقصيدتي( العشق المصلوب)           ___________                                    =======قصيدة: العشق المصلوب

الشاعر: أيمن الفالوجي الأسواني بقلم الأستاذة ليلى كو 


أيها البعيد القريب من خاطري

سأمت الوحدة …

ها انا وطيفك نختلي

شاخص البصر لخيالها

قولوا لها

أن في بعادها سقمي

وأن قربها هو قاتلي

لقاؤنا تأويل لحلمي

من قديم الأزل

فيا قافلة العزيز هلَّا

أتيت بها على عجل

لأتربع ملكاعلى عرش قلبها

لتمنحني الدلال وامنحها القبل

أهيم شوقا في حسنها

ولطيفها متأمل

مالي أراها كخيالي تلازمني

والشعر فيها يتغزل

آه من شهد شفتيها كالورد الندي

كطعم العسل

دواء لقلبي المتيم الثمل

عجبا لنور عينيها …

إنه منارة تضيء

في ظلمة ليلي الأكحل

وجهها الوضاء يشع

كقمر مكتمل

افتح باب الغياب و أمزق ثوب الضباب

لأراها من بعيد وتصبح لروحي هي العيد

تمتزج ارواحنا بالأحضان والقبل

اهمس لها رفقا يا حبيب العمر

على قلب تجرع عشقا

حتى ثمل

ما بالها وسادتي خالية وزماني بها يبخل

عشقي بين الحقيقة والخيال مصلوب

مستوطنة بقلبي حتى

إنتهاء الأجل.


تحليل القصيدة:


المقدمة:


في قصيدته “العشق المصلوب”، يرسم الشاعر أيمن الفالوجي الأسواني لوحة عاطفية مليئة بالحنين والمعاناة. العنوان بحد ذاته يثير فضول القارئ ويقدم مقدمة غنية بالتشويق، حيث يجمع بين الحب والتضحية.


الموضوعات الأساسية:


القصيدة تدور حول موضوع الحب العميق الذي يعاني فيه الشاعر من ألم البعد والشوق الشديد للحبيبة. هنا، الحب ليس مجرد تجربة عاطفية، بل هو حالة من التضحية والمعاناة، حيث يكون العاشق مستعدًا لتحمل الألم في سبيل حبه.


الصور الشعرية والرموز:


 1. البعد والقرب: يبدأ الشاعر بتصوير الحبيبة كـ “البعيد القريب”، مما يعكس حالته العاطفية المعقدة حيث يشعر بقربها رغم البعد الجسدي.

 2. الوحدة والطيف: يعبر عن وحدته واحتياجه للحبيبة، حيث يصبح الطيف هو رفيقه في عزلته، مؤكدًا على عمق الشوق الذي يشعر به.

 3. التضاد بين القرب والبعد: يقول الشاعر “أن في بعادها سقمي / وأن قربها هو قاتلي”، مما يبرز التناقض المؤلم في علاقته.

 4. الحلم والتأويل: يشير إلى لقائه بالحبيبة كحلم قديم وأزلي، مما يعكس ارتباطه الروحي العميق بها.

 5. القافلة والتعجيل: استعارة “قافلة العزيز” تعكس استعجاله وحرصه على لقاء الحبيبة، مما يزيد من حدة الاشتياق والتوق.

 6. المنارة والضوء: يشبه الشاعر عيني الحبيبة بمنارة تضيء في ظلامه، مما يعزز الشعور بالدفء والأمل في لحظات الوحدة.


الأسلوب الأدبي:


 • اللغة المجازية: الشاعر يستخدم لغة غنية بالمجازات، مثل “العشق المصلوب” و”شهد شفتيها كالورد الندي” ليعبر عن عمق مشاعره.

 • التكرار: يتكرر شعور التناقض بين القرب والبعد، مما يعزز من تأثير المعاناة العاطفية.

 • الصورة الحسية: التصوير الحسي القوي في القصيدة يعزز من تأثيرها العاطفي، حيث يستطيع القارئ أن يشعر بنكهة الشفاه وعطر الحبيبة.


نقد القصيدة:


 1. القوة في التعبير: الشاعر ينجح في نقل مشاعر الشوق والمعاناة بطريقة تلمس القلوب، مستخدمًا صورًا غنية ورمزية تعبر عن العواطف المعقدة.

 2. التناقض العاطفي: يظهر التناقض في مشاعر الشاعر بوضوح، وهو ما يعكس واقع الكثير من العلاقات العاطفية الحقيقية، حيث يتعايش الفرح والألم.

 3. التصوير البديع: استخدام الصور الشعرية مثل “منارة تضيء” و”القمر المكتمل” يمنح القصيدة جمالًا ورونقًا خاصًا.

 4. التكرار المفرط: ربما يمكن للشاعر تقليل التكرار في تعبيره عن البعد والقرب، لتجنب الرتابة وتقديم المزيد من التنوع في التعبير عن مشاعره.


الخاتمة:


قصيدة “العشق المصلوب” للشاعر أيمن الفالوجي الأسواني هي رحلة عاطفية تغوص في عمق الحب وآلامه. باستخدامه للغة مجازية غنية وصور شاعرية مؤثرة، ينجح الشاعر في جذب القارئ إلى عالمه الداخلي حيث يمتزج الحب بالألم. إنها قصيدة تستحق التأمل والتقدير، تعكس ببراعة الصراع الأزلي بين الشوق والواقعية في الحب.


أشكر الشاعر أيمن الفالوجي الأسواني على إتاحة الفرصة لي لتحليل هذه القصيدة الجميلة. أتمنى أن تستمتعوا بقراءتها وأن تثير فيكم مشاعر وتأملات  جديدة 


ليلى كو 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق