آخر المنشورات

السبت، 21 سبتمبر 2024

أظلاف بيضاء ٠٠!! الموت يغيب الشاعر العماني زاهر الغافري بقلم/ الكاتب السعيد عبد العاطي مبارك الفايد

 أظلاف بيضاء ٠٠!!

الموت يغيب الشاعر العماني زاهر الغافري   

بقلم/ السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

---------------------

هل كان ينبغي أن تمضي

كل تلك السنوات

كي أكتشف

أنني صيحة عائدة من الموت

من عزلة أخف من ريشة طائر

يحمل إلى رائحة الندم

والضلال

نظرتي الشاردة

تنسج فخا من الماضي البعيد ٠٠

------

رحل عن عالمنا الشاعر العُماني زاهر الغافري بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمر يناهز 68 عامًا، ويعد أحد أبرز وجوه الشعر في سلطنة عُمان حيث كان له أثر كبير في تشكيل المشهد الشعري العُماني المعاصر ٠

أليس هو القائل :

الليل يتنفس ببطء

الأخت في مكانها

تغزل صوف الحياة

نزء الأعالي يمرحون

في الغابات

وأنا وحيد

هناك ينتظرني ليل آخر ٠


* نبذة عنه :

---------------

زاهر الغافري شاعر و كاتب عُماني ، و هو أحد كُتاب قصيدة النثر من سلطنة عمان، ولد في عام 1956، انتسب إلى جامعة محمد الخامس بالرباط، قسم الفلسفة، أثرى حراك الشعر العربي بأكثر من «12 مجموعة شعرية» على امتداد تجربته الشعرية التي امتدت ما يزيد ربع قرن، تُرجمت بعض أعماله إلى اللغات الأجنبية ومنها «الإسبانية والصينية» وغيرها ٠

حصل على جائزة «كيكا» للشعر عن قصيدته "غريب بين نهرين"، 2008 م ٠


و يقيم منذ سنوات طويلة في السويد ٠


و حول تجربته الشعرية التي ملامحها مستوحاة من الغربة و أصداء الواقع العربي ، مما جعله يتوقف أمام استخدام الصور والموروث كي يتفاعل مع مشاعره التي تحمل استفهامات و أخيلة تترجم عالمه الذاتي ٠

 * ومن أعماله : 

-------------------

صدر له ١٢ مجموعة شعرية ، و ترجمت أعماله إلى سبع لغات عالمية ٠٠

و منها : 

"أظلاف بيضاء"، و"الصمت يأتي للاعتراف"، و"أزهار في بئر"، و"في كل أرض بئر تحلم بالحديقة"، و"صناع الأعالي" ٠ 

و مجموعة شعرية بعنوان : " كلما ظهر ملاك في القلعة " ٠


من شعره :

=======

نكتفي بهذه القصيدة تحت عنوان ( الغريب ) و التي تصور خلاصة حياته و تجربته بين صولة المنافي و قسوة الغربة و الترحال بين المدن قرابة ربع قرن تسافر معه أحلامه في ديار الهجرة ملازمة له كالظل يحكي له مرارة تلك الحياة بكافة المعطيات فيقول فيها زاهر الغافري :

الغريب


لا يأبه الجالسون بالغريب.


لقد تركتُ حياتي هناك بين الأحجار

وها أنا الآن كمنْ يصطاد أضواء الغروب


هل كان ينبغي أن تمضي

كل تلك السنوات

كي أكتشف أنني صيحةٌ عائدة من الموت.

من عزلةٍ أخفّ من ريشة طائر

يحمل إليّ رائحة الندم

والظلال.


نظرتي الشاردة

تنسجُ فخاً من ماضيّ البعيد

وكلّ كلام أقولهُ

يرفع مصيري العالي كأنه قوسٌ

مكسور على سُلّم.


مطرٌ خفيف على النافذة

وجهٌ مُؤطرٌ بسحابةٍ سوداء

هكذا يهبطُ أمير العالم السفلي وفي

يدهِ أيقونة تتأرجح مثل قلادةٍ

من النحاس.


وأقولُ لن يهدأ البالُ. لن تهدأ الغابة

الحقيقة تمُرّ كالمنجل أمام عينيّ.


من مدينةٍ إلى أخرى

عبر بقاع العالم أخوض في أنهار خاليةٍ

من الصداقات

أستعين بالخوف، بالتعاويذ، بسحر الأيام

الخوالي وأعرفُ بأن السهم لن يكُف عن

الإنطلاق في أية لحظة.


قلبي ديرُ ملاكٍ وخطوة أولى فوق

عشب الحديقة تكفي.


يا ربُّ أكلما نظرتُ إلى نافذةٍ

لا أرى غير يدٍ بيضاء في النهر

لا الأب ولا الأم ولا سريراً يقول

لي: نمْ تحت شمس العافية.


الخسارةُ أكيدةٌ في ما ملكتُ وما ملكتُ

منزلاً ولا بصيرة الآلهة.


على الأرجح أنني كائن مفقود، تحت

نجمةٍ

خلف ضوء ستارةٍ ما.


الندمُ ثيابُ من أحببتُ وأغصاني

لم تزل بيضاء.


لهذا أرفع يديّ لأكتب ٠٠


رحم الله الشاعر العُماني زاهر الغافري الذي يعد من رواد قصيدة النثر في الوطن العربي و الذي ترك لنا أكثر من ١٢ أثنى عشرة ديوانا ٠٠

و قد ترجمت أعماله إلى ٧ سبع لغات عالمية ٠

و بعد مسيرة عطاء و صراع مع المرض يرحل في صمت إلى عالمه السماوي و تظل أعماله في سجل الخالدين ٠



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق