آخر المنشورات

الاثنين، 2 سبتمبر 2024

سيرتي ( الذّاتيّة ) بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاو

  لكيّ لا تسألوني بعد اليوم عن سيرتي ( الذّاتيّة )

لستُ أكتبُ الشِّعرَ
كَيْ يتعرّى في جامعات البغاء
أمام أعيُنِ الزّناةِِ مِنَ الباحثينَ والنُّقّادِ
أكتُبُ الشِّعرَ كَيْ أرقُصَ
- كما يرقصُ طائر الفلامنجو -
فوق سطحِ الماء
~~~
واللّه لا أدري كيف؟
أفقْتُ مُتأخّرا ووجدُتُني
أكتبُ شِعرا
هذا إذا صحّ أنُه شِعر !
(مُوفّي آذار 2016 وأنا في الخمسينات من العمر )
~~~
أُصلّي ولا يهُمّني المدحُ ( انظروا إلى العبد الصالح ! )
وبعد ذلك بقليل
أسكرُ
ولا يعنينيَ القدْحُ ( ما بال هذا الكهل سكّير )
~~~
يُجزِمُ الذّكاء الاصطناعي
أنّني مِنْ سُلالة الشّمبانزي
أُصدِّقهُ طبعا
بل انا سعيد بذلك حقّا
فأنا مثل الشّمبانزي تماما :
شديييييدُ الذّكاءِ كثييييييرُ المَرَحِ !
* مع فرق بسيط بيني وبينه :
أنا لا أقدِر على ثمن الموز
وهو على اقتطافه قادر
~~~
حُرّرَ بشأني محضرٌ
وبمُقْتضاهُ مثلتُ أمامَ المحكمهْ
التُّهمُ المُوجّهة إليّ :
حرّفْتَ أوْزانَ الخليلِ وكُفرْتَ
بالقافيهْ
~~~
إلى الآن
لم أتمكّن من نشر مجموعتي الأولى
من قلّة ذات اليدِ أو رُبما خوفا مِن ناشرٍ غادر
لمْ أحضرْ في حياتي ولا منبرا شعريّا واحدا
لا أطيقُ مَكْرَ المزادات الشّعريّة ولا أحتمِلُ عُهرها
لا احفظُ الشّعرَ
إلا ما قلَّ وندر من أبيات مُتفرّقة
لشعُراء الجاهليّة ( أُقِرُِّ أنّني في مِضمار الحِفظ جاهل )
~~~
أمران يُغيضان ويُضحِكانِ
في آنٍ واحد
المُصطلحات الرّكيكة والمُملّة للفنّيّين
من أصحاب السُّموِّ والعُلُوِّ
السادة النقّاد
(السّادة بمفهومها السَّادِي وهو التّلذذ بجلدِ الغير وتعذيبه)
واللّغة الخشبيّة المُستعارة
لرجال الدّين وأشباه السّاسةِ والمُناضلين
~~~
وأنا الآن في الستّين من العُمُرِ
كتبْتُ في بضع أعوامٍ
ما لمْ يكتُبهُ غيري في ستّين عام
~~~
آااااهٍ
لو بكّرْتُ بالكتابةِ
لأَرأيْتُكمْ مِنِّي العَجَبَ العُجابَ
~~~
معذرةً يا سادتي
لمْ أكُنْ أكتبْ
كُنتُ فقط
أبكي وأضْحكْ
محمد الناصر شيخاوي
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق