آخر المنشورات

الاثنين، 2 سبتمبر 2024

مَناجِلُ الصَّبْرِ في تغْريبةِ الحِبْر بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي☆تونس

 《مَناجِلُ الصَّبْرِ في تغْريبةِ الحِبْر》

ظَللتُ أرسُفُ في الأوْجاعِ و العُسْرِ
منْ أوّل الطَّلْقِ حتّى مَوْلد الشّعرِ
ظَللتُ أرقُبُ شوْقًا عَوْدَ أخْيِلَتي
منْ أوّل الهجْرِ حتّى مُنْتهَى الصَّبْرِ
يَميهُ نَسْغُ القَوافِي مِنْ وَريدِ دَمِي
وجَمْرُ نارِ الجَوَى مِنْ نَبْضَتِي يَسْري
وهَا أنا فِي مَخاضِي نازِفٌ رَحِمي
والصّبرُ يَنْشٍلُني مِنْ غَصرةِ العُسْرِ
أيُّوبُ يَنْفُثُ في الألْبابِ حِكْمَتهُ :
"لا يَنْفدُ الصَّبْرُ إلّا آخِرَ العُمْرِ "
ويُمْطِرُ الشّوْقَ يَعقُوبٌ بِأدمُعهِ
تسِيلُ صَبْرا بِأحشَائِي وفي الصّدرِ
فأُشْعِلُ الصّبْرَ كِبْريتًا بمِسْرَجَتي
يُنِير عتْمًا تَمَطّى في مَدَى السّطرِ
وألبسُ الشَّوْقَ نْسْجًا منْ سَدَا جَلَدِي
يَصُدُّ عَنّي هَجيرَ الهَجْرِ والشِّعرِ
زُليْخَةٌ أنا... شَوْقي كادَ يَمْسخُني
والصّبرُ يَنْسِجُ لي بُردًا مِنَ الطُّهْرِ
أُُكَحِّلُ الرَّمْشَ بالذّكرَى لتَمْنَحَنِي
علَى وِسَاد الضّنَى رَوْحًا مِنَ العِطرِ
َأسْتوْطِنُ الغَيْمَ في أرجَاءِ أنْسِجَتي
لعَلَّ مُزْنتَهُ تَسْقِي صَدَى ثغْرِي
تُدَغْدِغُ الحُلْمَ أشْوَاقِي وقافِيتي
تَلوذُ بالصَّبْر في تغْريبةِ الحِبْرِ
لكنَّ شوْك صَقِيعِي قَد بَرَى قَلمِي
مَا رَمَّهُ الصَّبْرُ بلْ ألقاهُ في البئْرِ
يَقْتَاتُ مِنْ مُضْغةٍ عَجْفاءَ غَائِرةٍ
في جَوْف مَاءٍ صَديدٍ اَسِنٍ نَزْرِ
لا البِئْرُ يُغْرِقُ في أمْواهِهِ حِمَمِي
لا الصّبْرُ يُسْعِفُني مِنْ رَجْفةِ القَرِّ
لا الشِّعرُ يَحمِلُني في غَيْمةٍ هَطلَتْ
حُبْلى بحُلْمٍ ..بِأقْواسِ الرُّؤَى يُغْرِي
بَيْني وبيْنَ سَلامِي جُرفُ هَاويةٍ
والأرضُ مِنْ تَحتِنا تهْوِي إلَى القَعرِ
والصَّبْرُ يُعلنُ للأشْعارِ خَيْبتَهُ
يَزيدُ تَغْريبَتِي جَمْرًا علَى جَمْرِ
يَرمِي بصَخْرة إصرَاري بِمُنْحَدَرٍ
يُعيدُ إبْرَةَ أحلامِي إلى الصِّفْرِ
☆☆☆
تَرُودُني في دُرُوبِ الصّبْرِ أسْئلةٌ
لَيْلُ الأحَاجٍي عَلَى أعتَابِها يَسْرِي
يَدُسُّ بيْنَ ضُلُوعٍي خِنْجَرًا لَزِجًا
يَغْتالُ خاصِرَتِي..يَسْري إلى النَّحرِ
متَى يَعُودُ الهَوَى يَزْهُو بِجَذْوتِهِ
عَلى دُرُوبِ وِصَالٍ عابقِ الزَّهْرِ؟
مَنْ سَوْف يَروِي صَدَى نبْضي ومِحبَرتِي
وجُوعَ حَرفي إلَى تَرنيمَةِ الشّعرِ؟
هلْ سَوْف أبْقى كَمَا نَخْلٌ بِلا رُطَبٍ
أو مِثْلَ دَالِيَةٍ شَحَّتْ مِنَ الخَمْرِ ؟
وهَلْ أُجَازَى عَلى صَبْرِي بِعَوْسَجَةٍ
تقُدُّني بقَمِيصِ الشّوْكِ والقَهْرِ ؟
هَلْ إنّ مِنْجَلَ صَبْري سَوْف يَحصِنُني
ويَحصِدُ الحَسَكَ المَسْنُونَ مِنْ بُرِّي؟
أمْ إنّهُ سَوْفَ يَذْرُونِي هَشِيمَ ثَرًى
علََى صُخُورِ النَّوَى في لُجَّةِ الغَمْرِ ؟
هَلْ أَمْتَطِي صَهْوةَ النّسْيانِ صَابرَةً
على بِسَاطٍ منَ الحِرمَانِ والقَهْرِ ؟
أمْ إنّ صَبْري سَيُضْحِي في جَوى وجَعِي
منْ جمْرِ صَبْوتهِ يَحتاجُ للصّبْرِ ؟
لا تَرقبُوا مِنْ قتَامي نُورَ أَجْوِبةٍ
وكيْفَ يَروِي الضَّمَا شِعرٌ بِلا نَهْرِ ؟
و كيْفَ أرجُو يَقينًا أنْ يُعمِّدَنِي
وهوَ الّذِي فِي هَجيرِ الشَّكِّ لا يَدرِي؟
يا وَيْلنَا منْ سَرابِ الصَّبْر في زَمَنٍ
أصَابَنا بلظَى الغِسْلِينِ والجَمْرِ
《سعيدة باش طبجي☆تونس》
《اوت 2022》

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق