¤ سفر شاعر و رحيل قطار متأخر
¤ شعر: جلال باباي( تونس)
● إلى شارل بودلير في ذكرى الميلاد والرحيل
9 افريل 1821☆ 31 اوت 1867
¤ يقول شارل بودلير:
" يجب على النّاس وعلى الجَهَلَة الذين لديهم فضول التّعرّف على ملذّات استثنائيّة، أن يعرفوا أنّهم لن يجدوا في الحشيش أيّ شيء خارق، أيّ شيء مطلقًا سوى الطبيعة في صيغتها المضاعفة والمفرطة. لقد تجهّزت الآن بما يكفي لرحلة طويلة ومميّـزة. دقّ الجرسُ، واتّخذَ الشراعُ وجهتَهُ، بينما لديكَ مقارنة ببقيّة المسافرين امتيـاز أنّكَ لا تعـرف إلى أينَ تذهب."
( مقتطف من الفردوس المصطنعة)
لم أكن أعلم
كيف سأشكٌل قصيدته الأخيرة
ولا كيف سيصير اليوم الأول في العراء
ماطرا كعادته
أو خالٍ من الشِعر ليلا
قد تُدمع عزلتي
قد يتشكٌل وعيى بهذا الشجن المزمن
أو تفوتني ضحكات المارة
فوق رصيف قريتي المنسيٌ !!!
لم تؤكّد له الملهاة
أنّه سيهمس بفكرة ذكية
في آخر نَفَسٍ
وفي أكثر الاحتمالات
سوف يقتطع تذكرة الرحيل
تمامًا كقطار قد تأخر عن موعده
إلاٌ هذا الموت وحده
هناك عند سريره المُوحش
يتربٌص ببنات اشعاره
والقلب أشبه بنفقٍ قصير
مظلم، مظلم، مظلم.،
هناك أقدامٌ من الطين الَّلزجِ،
مثل الذئاب المنفردة
مَحض صدفة
ينبعث من تحتها نباح
وصمت رطب من أجراس عديدة،
ذا فيض من أدران وحدتي
مثل موت الشاعر
شاحبة جدائلها
وصبايا.يصرخن دون حناجر
ما زالت خطاه تقرع صداها،
كأنها شجرة خرساء
لست أدري، وما أفهم إلا قليلاً،
وأوشك ألا أرى..
َبيْدَ أني أخال لأغنيته لون أرجواني،
قد ألف وجه التربة
و أخضر فصل الموت
أشبه بحشيش أفيون
إنه لون الولادة القاتم
هو طعم الشتاء المحتضر.
شبيها بذاك الإبليس فوق دخان البلاد
متنكراً يتجوٌل في بلاط البيوت
بحثاً عن المكنسة
ولسان حالي
كإبرة الوسادة البيضاء يبحث عن الخيطِ
كي يرتق أحزان الثكالى
وقمع هذا الريح المتريص بالفراشة
انتظره ان يعصف صوب الرصيف
هذا الموت المؤجل.
¤ أيلول ٢٠٢٤

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق