(ومضة..ذات دلالات..وايحاءات )
الكتابة مسؤولية ضميرية..ونوع من الرحيق الروحي..
"أبدا لن يموت شيء مني..وسأبقى ممجدا على الأرض ما ظلّ يتنفّس فيها-مبدع-واحد”( الكسندر بوشكين-بتصرف طفيف)
قال أحدهم للرسام الاسباني بابلو بيكاسو :
"يبدو أنك لا تحسن من الرسم سوى هذه الخطوط
والالوان المتداخلة "
فأخذ بيكاسو ريشته وقام برسم حبة قمح على الأرضية ..وكانت حقيقية إلى درجة أن أحد الديكة
تقدم محاولاً التقاطها ..!
عندها انبهر الرجل وقال لبيكاسو :
لماذا إذن تصر على هذه الرسوم الغريبة وأنت تحسن الرسم بهذه الطريقة الرائعة ؟فأجابه بيكاسو بهدوء:
" في الحقيقة أنا لا أرسم للدجاج !! "
وأنا لا أكتب لمن يتسلقون دون جدوى قمم الإبداع..و"يبتاعون" بعض " الأقلام المأجورة" كي يلمعوا صورهم داخل مشهد إبداعي معتل أصلا..فالكتابة مسؤولية ضميرية تهون دونها المجاملات.ومن أهم أسسها ذلك الإحساس بأنها ليس ممارسة. استرخائية،أو سهلة المنال،أو النظر لها على أنها ذات طابع تطهيري فحسب،على الرغم من عدم إنكار دورها تبعاً لآراء أرسطو..
ولمن يتحسسون دربهم الإبداعي-بإلكاد- أضيف : الكتابة تُعطيك فرصةً لاكتشاف نفسك حتّى وأنتَ في قمّة ألمك،تُساعدك على تفسير الأمور والحياة،بطريقة لم تكن لتدركها لولا أنّك خطَطْتَ أحاسيسك على الورق،ليست وصفة علاجيّة بالتأكيد،ولا يُمكن لها أنْ تمسح آلامك أو تنهيَها،ولكنّها تجعل لألمك معنًى وتضعه في مكانه الصحيح كإمتحان قاسٍ من امتحانات الحياة الذي قد لا تخرج منه على قيد الحياة،لكن تبقى على قيد ذاكرتها..وهي أولا وأخيرا : نوع من الرحيق الروحي..
وأرجو أن تستساغ..ومضتي جيدا،وأن لا يقع إخراجها عن سياقها الموضوعي..
محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق