(صور..متشظية من بقايا ألم متبدد )
حين تترك الأيام على صفحات القلب وشمها القديم..أثراً تذكارياً نازفا..
-يهزأ بالندوب ذاك الذي لم يُكلَم يوما" [وليم شكسبير]
-
-المتشائم يشتكي من الريح العاصفـة،والمتفائل يأمل في توقفها، أما الواقعي فيعدّل الأشـرعة”
(ويليام آرثر وارد، كاتب وشاعر ومفكر أميركي راحل)
ينتابني أحيانا شعور بأن الحياة وجّهت لي الضربة القاضية التي لا يمكن تصوّر القيام منها..!
لسعة الزمن مؤلمة وقد تنتزع منك-قسر الإرادة-إبتسامة لطالما غذيتها بجوارحك،وسقيتها برحيق الروح..هذه الحياة الموغلة في الوجع تجعل العيـن التي طالما عشقت الحياة وتعلقت بالأمل تبيضّ من الحزن فصاحبها كظيم..
لكن الواقع يؤكد أن كل من يعيش على هذه الأرض له نصيبه المحفوظ من الألم بنفس مقدار نصيبه المحفوظ من الفرص والسعادة والبهجة،وإن كانت الأخيرة -يبدو أن هناك إجماعا-أقل بكثير من الأولى..
ومن هنا،فإني على يقين بأن بعض الآلام التي تبدو كابوسية أكثر من الخيال ستتحول يوما إلى آمال واسعة وبهجة كبيرة،بل وأحيانا تكون هذه الآلام فرصا حقيقيـة للنجاح في المدى المنظور..
لكن الألم إحساسٌ لا يعدي ولا يـُستشفّ،ولا تستطيع إيصاله حتى الصرخات المدوّية،حتّى أقرب الناس لدمك،لايصلهم ألمك.سبحانه وتعالى،يعرف كيف يمحو الخطايا محوا تبيضّ معه صفحاتنا قبل الوصول إليه،وإن قـُدّر هذا لعبدٍ فما هو إلا من نعم الله ورأفته به.
منذ سنوات قلائل كنت أعاني فيه من تيه روحي،لصحوةٍ مفاجئة أصابتني بعد أيام ٍمن فقد إبني،صحوة إلى جهلي بماهية الروح، وكيف نصير إلى التراب بعد العظمة في الدنيا..!
اقتحم بيتي "زائر مخيف" غير منتظر.لعلّه أتى بتوصية من خالقي،بأن يبيّض صفحتي تماما..!
هذا-الزائر-خطف إبني إلى الماوراء حيث نهر الأبدية،ودموع بني البشر أجمعين..
-الزيارة-كانت فجئية،بل كانت كإعصارٍ عاتٍ لم تؤذن به أمطارٌ ولا ريح..
-زيارة-موجعة تركت خلف شغاف القلب ندوبا وجراحا ما فتئت تؤلمني..وظلت في اعماقي حية وطرية ونازفة..
لكن..
مهما عظمت جراح الجسد فإن تعاقب الأيام لا يترك منها سوى وشمها القديم أثراً تذكارياً لنزف منقطع وجرح ملتئم وألم متبدد..
محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق