(يحدث داخل المشهد الشعري التونسي..! )
شاعر يتنازل عن مداخيل ديوانه..لصالح براعمنا التلمذية ذوي الاحتياج..!
قد لا يحيد القول عن جادة الصواب،إذا قلت أن المجتمعات في ظل التقدم العلمي الحالي تحتاج إلى ثقافة ووعي وإدراك لماهية استغلال المنتج الإنساني في مجالات عديدة،ويعد الكتاب أحد أهم ما ينتجه الإنسان على المستوى المعرفي،وتوفيره ضرورة لمن يحتاجه.
في هذا السياق،أؤكد أن الإبداع هو تلك السنبلة التي تنبت باعثة ميلاد الروح الجميلة،هو السنبلة التي تترعرع في الربيع كما يمكنها أن تزهر في الخريف وقد تبهر حدائقها بالمعلقات العجيبة.
وما دفعني إلى هذا القول،هي البادرة النبيلة التي قام بها شاعر مفعم بعطر الصحراء..شاعر تعبق قصائده بأريج الإبداع..شاعر تنطبق عليه مقولة كافكا: (أنا أتألّم..بينما أنتم تمدحون كتاباتي)
إني أتحدث هنا عن الشاعر التونسي الفذ عبدالله بنعمر ( أصيل مدينة دوز الشامخة ) الذي آمن بالإبداع فأزدهرت كتاباته الإبداعية وتألقت وأنجبت بالتالي مولودا شعريا ماتعا "سورة الحب" هذا الديوان الشعري الأنيق تنازل ( الشاعر )-بكل نكران للذات-عن مداخيله رغم مشقة الإصدار وتكاليف الطباعة،لصالح براعمنا التلمذية ممن أنهكت العودة المدرسية كواهل أبائهم..
وإليكم تدوينة الشاعر كما وردت بمواقع التواصل الإجتماعي :
"إعلان و إعلام .
إنّي المسمّى عبد اللّه بنعمر صاحب ديوان - سوْرة الحبّ - أعلن عن تنازلي بمداخيل الديوان بما بيع و ما قد يباع إلى مكتبة طارق في شخوص الأصدقاء هشام و طارق و ذلك لتسليمها لمستحقيها بمناسبة العودة المدرسية .
كذلك أعلم من يريد إقتناء كتاب أنّه يمكنه عدم التقيّد بالسعر المكتوب على الكتاب و دفع ما يراه مناسبا .
الكتاب موجود بمكتبة طارق وسط مدينة دوز."
صحيح أن الشعر هو الحياة،موسيقى الروح وديدنها،رئة أخرى للجسد،الشعر يعني الانفلات من عقال الزمن،التعبير الحقيقي عن مواجع الإنسان في زمن ضللنا فيه الطريق إلى الحكمة..لذا،فقد منح (الشعر) هذا الشاعر السامق عبدالله بنعمر الكثير من معنى الحياة وحب الناس والتسامي،ونكران الذات..
قبعتي يا سليل الكرام..يا شاعرنا الفذ عبدالله بنعمر..وأرجو أن ينسج على منوالك حملة الأقلام ممن ارتقوا بإبداعاتهم إلى منصة النبل والإنسانية..
متابعة محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق