ما أنتَ يا ذا الشِّعرِ الّذي تَسبُّ به صَحبَ مُحمَّدٍ شاعرٌ أو عاقلٌ وعَقيلٌ!!!!
يا عارفاً بِاللهِ، أَنْتَ تَقُولُ
إنّ الطّريقَ إلى اﻹلهِ طَويلُ؟
وأَنا وإنْ أكُ في بِدايَتِهِ، أَفُزْ
فالسَّيرُ في دَربِ الوُصولِ وُصولُ
أرجُوهُ أنْ أبْقَى عَليهِ، ولا أُبَدِّلُهُ
وما لي قَطُّ عَنْهُ عُدُولُ
بِمُحَمَّدٍ، لا رَيْبَ أنّي واصلٌ
مَنْ لي سِواهُ مُرشدٌ ورَسُولُ؟
مَنْ لي سِواهُ ناصحٌ ومُعلِّمٌ؟
نُورُ الهُدى لِلعالمينَ دَليلُ
مُتلَذِّذٌ وكأنّني في جَنَّةٍ
فأصابَني مِمّا رَأَيتُ ذُهُولُ!
هِي لَذَّةٌ لِلسّامِعينَ كلامَهُ
قالوا: ألا لَيتَ الكَلامَ يَطولُ
هذا الّذي اسْطاعَ اللِّسانُ بَيانَهُ
هُو عاجزٌ، ماذا عساهُ يَقولُ؟!
هُو عاجزٌ عَن وَصفِ كُلِّ جَمالِهِ
مَهْما يُقَلْ في وَصفِهِ، فَقَليلُ
قَلبي يَطيرُ إلَيهِ مُشتاقاً بِأَجْـ
ـنِحةِ القَصيدةِ والهَواءُ عَليلُ
مُتَشَوِّقٌ، مُتَوَضِّنٌ وعَليلُ
القَلْبُ بِالبَصَرِ الهَزِيلِ يُجِيلُ
أَتَتِ الرُّؤَى، فَالقَلْبُ ها هَوَ إِثْرَها
مُتَيَقِّنٌ، مُتَبَصِّرٌ، وجَلِيلُ
رُؤْياهُ لِلحِبِّ الكَريمِ كَرامَةٌ
يُشْفَى عَلِيلٌ إِذْ بِهِ وغَليلُ !
فَأَجالَ بِالبَصَرِ الحَديدِ يَرَى المَثِيـ
ـلَ، فَما لَهُ في العالَمِينَ مَثِيلُ
وأَبُو تُرابٍ والثَّلاثَةُ فَوْقَهُ
جَمَعُوا أُمُورًا ما بِها تَبْديلُ
ما أنْتَ يا ذا الشِّعْرِ يَثْلِبُ صَحْبَ أَحْـ
ـمَدَ شاعرٌ أَوْ عاقلٌ وعَقيلُ
هاجَرتُ أهْلي ضارباً في اﻷرضِ-لا
أدري- أتَعبُلُني هَناكَ عَبولُ؟!
يا عالماً بِطَوِيَّتي، أنا مُسْتَجِيـ
ـرُكَ باكياً، إنّي إليكَ عَجولُ
أنَا قد أتَيْتُكَ سائلاً، مُسْتَغْفِراً
أنَا في رِحابِكَ يا المَليكُ نَزيلُ
رَبّي بِعَفوِكَ قد طَمِعتُ، وها أنا
ذا عِندَ بابِكَ، لي عليكَ دُخولُ
أنَا مُذْنِبٌ وإِليْكَ تُبْتُ، وإنَّني
أرجُوكَ، فاغْفِر لي، فأنتَ جَميلُ
لا شَيْءَ -يا رَبَّ الوَرَى- بَيْنِي وبَيْـ
ـنَكَ غَيْرُ ذَنْبي لا يزالُ يَحُولُ
أنَا عارفٌ باللهِ، إيّاهُ دَعَوْ
تُ، وإنَّ مَنْ تَرَكَ الدُّعاءَ جَهُولُ
(البحر الكامل)
مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق