آخر المنشورات

السبت، 28 سبتمبر 2024

رُعافُ يراع بقلم الكاتبة روضة الدّخيل.

 رُعافُ يراع


أركعُ كتمثالٍ حجريّ

و أسجدُ أمام البيرق كتقيٍّ 

تلامسُ جبينه 

سجادةُ الصّلاة

فأتلقّى طعنةً في الظّهر

كأفعى سامّة

تعتصرُ حمامة سلام


في مدن ألف ليلة

كلّ القصور قلاعُ رُخام

ملوكُها أصنام

يحكمُها الجواري الحسان 

و في الخيام

يتسامرُ العجائزُ

حول مواقد الفراغ

والحديثُ ذكرياتُ أمان 

فتغصُّ الحناجر

بذرف المحاجر

        

كنسرٍ هرم  ٍحزين

أصفّرُ في سماء الخريف

أرسمُ عكّازاً من الخُزامى

و عصاً طويلة ًمن الخيزران

أهشّ بها قطعان الغمام

عساها تبللُ أحلام العبيد


من أوصد نافذة الشّمس

و ترك الغربان ترعى البيادر

حيثُ تنزف ُأغاني الجياع

قيحاً و دماء

و يغرق ُالمساكين ُ

في محيط عراء


عقدتُ العزم على السّفر

في اللا طريق

زوّادتي يراع

و دفترٌ قديم

مرتدياً عمامة ًسوداء

ليعرف العابرون

أنّي في حداد


أستلقي على رمل  ٍمُجمّر

متوسّداً حلمي

وحجراً كبيراً

يتربّعُ على بطني


لو كنتُ نصلاً

لبقرتُ رأس زمني

و ابتسمتُ كعاشق  ٍ

نجح أخيراً

في امتلاك وردة 


أدينُ لك

بمواثيق وفاء

عُهود هُيام  ٍ

لتظلّ تيّاهاً

تخطو إلى الأبد

بكبرياء

فلماذا لم تترك لي 

سوى ظلٍّ أحدب

و انحناء


للّون الأزرق

تحوّلت عيناي

فقد أدمنتُ النّظر 

إلى البحر و السّماء

وكلّما طرقني البرد ُ

غطّى الثّلجُ شفتيّ

و لحن ُالاصطكاك

يصدح

بصوت ٍخافت ٍ

هزيلٍ و ناعس

حين أنام

سيغيب ُالكابوسُ

و أتحرّرُ من اعتقال.


روضة الدّخيل.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق