رُعافُ يراع
أركعُ كتمثالٍ حجريّ
و أسجدُ أمام البيرق كتقيٍّ
تلامسُ جبينه
سجادةُ الصّلاة
فأتلقّى طعنةً في الظّهر
كأفعى سامّة
تعتصرُ حمامة سلام
في مدن ألف ليلة
كلّ القصور قلاعُ رُخام
ملوكُها أصنام
يحكمُها الجواري الحسان
و في الخيام
يتسامرُ العجائزُ
حول مواقد الفراغ
والحديثُ ذكرياتُ أمان
فتغصُّ الحناجر
بذرف المحاجر
كنسرٍ هرم ٍحزين
أصفّرُ في سماء الخريف
أرسمُ عكّازاً من الخُزامى
و عصاً طويلة ًمن الخيزران
أهشّ بها قطعان الغمام
عساها تبللُ أحلام العبيد
من أوصد نافذة الشّمس
و ترك الغربان ترعى البيادر
حيثُ تنزف ُأغاني الجياع
قيحاً و دماء
و يغرق ُالمساكين ُ
في محيط عراء
عقدتُ العزم على السّفر
في اللا طريق
زوّادتي يراع
و دفترٌ قديم
مرتدياً عمامة ًسوداء
ليعرف العابرون
أنّي في حداد
أستلقي على رمل ٍمُجمّر
متوسّداً حلمي
وحجراً كبيراً
يتربّعُ على بطني
لو كنتُ نصلاً
لبقرتُ رأس زمني
و ابتسمتُ كعاشق ٍ
نجح أخيراً
في امتلاك وردة
أدينُ لك
بمواثيق وفاء
عُهود هُيام ٍ
لتظلّ تيّاهاً
تخطو إلى الأبد
بكبرياء
فلماذا لم تترك لي
سوى ظلٍّ أحدب
و انحناء
للّون الأزرق
تحوّلت عيناي
فقد أدمنتُ النّظر
إلى البحر و السّماء
وكلّما طرقني البرد ُ
غطّى الثّلجُ شفتيّ
و لحن ُالاصطكاك
يصدح
بصوت ٍخافت ٍ
هزيلٍ و ناعس
حين أنام
سيغيب ُالكابوسُ
و أتحرّرُ من اعتقال.
روضة الدّخيل.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق