. ثورة القصيد
قصيدي ثائر و الروح ثكلى
تأنّبُني لأُسرِع في خُطايا
لأصنع من حروفي نصل رمح
أوجهه كما شاءت مُنايا
فيأخذني خيالي نحو أمسي
و يجبرني على ذكر البلايا
شجون خلتٌها راحت و ولّت
فلاحت من جديد في المرايا
أشاهدها جهارا ملء عيني
تردّدُ ما جهِلتٌه مِن خَفايا
فتُرجع ماضيا و تُعيد ذكرى
بها الآلام قد زادت أسايا
لتأخُذني ألى التَّفكير غصبا
بما عن رَدِّه غُلّت يَدايا
و إني لا أراني غير شيخ
تَخطَّفٌه النوائبُ و المَنايا
أ أرفع هامتي و أسير ليثا
و بيت القدس تقصِفه الشَّظايا
و ما فينا صلاح الدّين حتّى
يُحرّرها و يَرجِع بالسَّبايا
و يُلجمهم بما قالوه زُورا
و يفضَحُهم و يُخرِجُهم عَرايا
بنو صهيون بذر دون نفع
رَمَته الرّيح من حقل الرّذايا
فلا جِذر سوى نبت خبيث
و لا ثَمر سوى كُثر الخَطايا
فلا تفرح لهم و اصبر عليهم
يد الرّحمن تُرجعهم خَفايا
كما جاؤوا و تنبذهم هشيما
بلا وزن غبارا في البرايا
بلا ارض يجوبون الصّحاري
فلا تاسي على حال البغايا
هم الشّيطان بل هم من بنيه
قد اتّخذوا دسائسَهُ مَطايا
و جاسو الدّور و الأحياء ظلما
و ما رَحِموا الحرائر و الصَّبايا
و لا الأطفالَ و الأيتامَ ،كلّا
بل افتخروا بآلاف الضَّحايا
و لكنَّ الأسودَ سَعت إليهم
و ألقَمَتِ الابالِسة الرّزايا
و سَامَتْهٌم قَصاصَ الله فيهم
فهل بَقِِيتْ لمن بَطَروا بَقًايا
فٌلول المُجرمين إلى زَوال
سَتُرجِعهم أشاوسُُنا خَزايا
فوعد الله مقدور عليهم
بفصلِ القَول في القرآن آيا
دعائي نُصرة الرّحمَن قولا
أردّدهُ و أضرَعُ في مسايا
و هل غير الإلاه يرى دموعي
و قد مُنع الجهاد فما عسايا
بإذن الله تَدخُلها يقينا
سرايا القُدس من كلّ الثنايا
تُطهّرها مِن الأنجاس حتّى
نصلي بين أعمدة الحنايا
و يصدح من مآذنها الأذان
يجلجل في القلوب و في الزّوايا
فيفرحنا و يغمرنا سلام
تباركه الضمائر و السّجايا
سيأتي النّصر إن شئناه حتما
إذا صدقَت بداخَلنا النَّوايا
الشاعر التونسى الحبيب المبروك الزيطاري نابل/تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق