آخر المنشورات

الاثنين، 16 سبتمبر 2024

ثورة القصيد بقلم الشاعر التونسى الحبيب المبروك الزيطاري نابل/تونس

 .        ثورة القصيد

قصيدي ثائر و الروح ثكلى

تأنّبُني لأُسرِع في خُطايا


لأصنع من حروفي نصل رمح

أوجهه كما شاءت مُنايا


فيأخذني خيالي نحو أمسي

و يجبرني على ذكر البلايا


شجون خلتٌها راحت و ولّت

فلاحت من جديد في المرايا


أشاهدها جهارا ملء عيني 

تردّدُ ما جهِلتٌه مِن خَفايا


فتُرجع ماضيا و تُعيد ذكرى

بها الآلام قد زادت أسايا


لتأخُذني ألى التَّفكير غصبا

بما عن رَدِّه غُلّت يَدايا 


و إني لا أراني غير شيخ

تَخطَّفٌه النوائبُ و المَنايا 


أ أرفع هامتي و أسير ليثا

و بيت القدس تقصِفه الشَّظايا


و ما فينا صلاح الدّين حتّى

يُحرّرها و يَرجِع بالسَّبايا


و يُلجمهم بما قالوه زُورا

و يفضَحُهم و يُخرِجُهم عَرايا


بنو صهيون بذر دون نفع

رَمَته الرّيح من حقل الرّذايا


فلا جِذر سوى نبت خبيث

و لا ثَمر سوى كُثر الخَطايا 


فلا تفرح لهم و اصبر عليهم

يد الرّحمن تُرجعهم خَفايا


كما جاؤوا و تنبذهم هشيما

بلا  وزن  غبارا   في  البرايا


بلا ارض يجوبون الصّحاري

فلا تاسي على حال البغايا 


هم الشّيطان بل هم من بنيه

قد اتّخذوا دسائسَهُ مَطايا


و جاسو الدّور و الأحياء ظلما 

و ما رَحِموا الحرائر و الصَّبايا


و لا الأطفالَ و الأيتامَ ،كلّا

بل افتخروا بآلاف الضَّحايا


و لكنَّ الأسودَ سَعت إليهم 

و ألقَمَتِ الابالِسة الرّزايا


و سَامَتْهٌم قَصاصَ الله فيهم

فهل بَقِِيتْ لمن بَطَروا بَقًايا


فٌلول المُجرمين إلى زَوال

سَتُرجِعهم أشاوسُُنا خَزايا


فوعد الله مقدور عليهم

بفصلِ القَول في القرآن آيا 


دعائي نُصرة الرّحمَن قولا

أردّدهُ و أضرَعُ في مسايا


و هل غير الإلاه يرى دموعي

و قد مُنع الجهاد فما عسايا


بإذن الله تَدخُلها يقينا 

سرايا القُدس من كلّ الثنايا 


تُطهّرها مِن الأنجاس حتّى

نصلي بين أعمدة الحنايا


و يصدح من مآذنها الأذان

يجلجل في القلوب و في الزّوايا


فيفرحنا و يغمرنا سلام

تباركه الضمائر و السّجايا


سيأتي النّصر إن شئناه حتما

إذا صدقَت بداخَلنا النَّوايا


الشاعر التونسى الحبيب المبروك الزيطاري نابل/تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق