**لا تجبرني على التخلّي**
أنا الملتقط لكلّ زلاّتك مهما عظمت
وأنا المبرّر لكلّ أخطائك التي لا تغتفر
وأصنع لك على سطح الماء ممرّ
إيّاك أن تنسى أو تغترّ
أنا الذي أراك منتهى الجمال
ووجهتي حين يجنح الخيال
ومصدر السلوى في كلّ حال
أنا من يجمّل قبيحك
وينمّق باللغة فصيحك
عجزت عن إقناعك بأنني أتغيّر
ونفدت طاقة احتمالي
ونفد جهدي ومالي
ما لك لا تبالي؟
أحببتك بكلّ ما فيك
ولم أسمع سوى صوتي يناديك
وقلبي الصغير ما انفكّ يناجيك
ما الذي يحفظ كبرياءك ويكفيك؟
الشّغف ورود عطشى
كلّما سقيتها أينعت
وكلّما أهملتها تيبّست
تغيرتُ
وخمدت جذوة اشتياقي
وشارفتُ في لحظة يأس على احتراقي
تغيّرتُ
ولم أعد أنا .. كما كنتُ
ولازلتَ .. جزءا منّي
رجاء
لا تجبرني على التخلّي
فلم أعد أحتمل التّمنّي
أو الإنشاد رياء .. أو التغنّي
لا تجبرني على الانصهار
ولا تحمّلني مشقّة الانتظار
بقلم: عبد الستار الخديمي -تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق