من روايتي الجديدة
مات البطل شهيدا فداء للوطن ووفاء لروح القتال وفي يده رشّاش وقنابل يدويّة ترسم أحلام شعب يريد أن يعيش دون حصار على أرضه الطيّبة... واجه عدوّه بكلّ بسالة ولم يبق تحت الأنفاق كما أرادوا أن يسوّقوا ذلك ...بدا كالجبل الشّاهق يخترق فرقعاتهم و دبّاباتهم ويحصد أرواحهم فلا ترى العين سوى الدماء والصّخور المدمّرة من مسافات قريبة وبعيدة في غزّة وكأنّ أمواجها جمال هائجة تزبد وتزمجر تريد أن تقذف بها الرّياح العاتية في كلّ مكان يوجد به العدوّ فتجعل آلاته وجرّافاته الجهنّميّة أشلاء ممزّقة...ولا تسمع إلاّ أصوات الحق تهتف (الله أكبر)...نيشان البطولة على صدره وكان سلاحهم الجبان الخيانة تفور وتغلي كأنّ نارا هائلة تسري في كل من يستعصي عليهم قتله ...من خانك يا بطل؟استقبلت يوما قائضا محرقا وودّعته برصاص خارق وغدر مدبّر ...لقد خانوك مثلما خانوا غيرك من الأبطال ...وغرسوا خنجرا في صدرك المزمجر كي تتدافع رغبات العابثين وقطّاع الطريق ...أفقت على هذا الخبر فأحببت أن أكون من الملوك العادلين وسباعا وأعاصير وطيورا تكره النّزول...
فما اجمل أن ترتقيَ بارضك التي كافحت لأجلها في اقرب نقطة من الاشتباكات في رفح إذ اخترقت المسافات على مهل وحلقت كطائر في سمائها ونلت الشّهادة كما طلبت والله استجاب ...حباك الله أيّها البطل الشّهيد بجمال وضّاح وشجاعة فائقة وحسن تدبير فكنت مبعث إعجاب لكلّ من يراك أو يسمع عنك ...ليس النّضال قصيرا ولا سهلا بيد أنّ هناك من سيواصل ما بدأته وما خطّطت له منذ سنوات مرفوع الرأس ...هاهو الصّمت يراقص المدى وأوراق الخريف تتساقط في صفرة سقيمة ...إنّها العاصفة يستبدّ بها غضب ينفض غباره في سكون ...
الكاتبة حميدة بن ساسي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق