آخر المنشورات

الخميس، 10 أكتوبر 2024

قلوب تعترف

 قلوب تعترف:

ذات مرّة وأنا في بداية كتاباتي الشعرية قرأت لصديقي الشاعر Mohamed Hamdi  هذه القصيدة :


••• قلبي أنا..•••

مِليون مرّةٍ رأيتهُ يكسّرُ الضّلوعْ..

يفارق الضّلوعْ..

و مثلَ طائرٍ قد شاقهُ الفضاءْ..

يضيعُ في الفضاءْ..

يعانقُ الجبالَ و الغمامَ و النّجومَ و القمرْ..

قلبي أنا..

رأيتُهُ يسير في الدّروبْ..

و يغرزُ السكّينَ في أعماقهِ و يُطعمُ البشرْ..

رأيته في اللّيل عندما يجوعْ..

يموء مثل قطّةٍ حزينةٍ..

تقتاتُ من أوجاعها في هدأةِ السّحرْ..

قلبي أنا..

مِليون مرّةٍ رأيتهُ معلّقا يئنُّ تحت لاهبِ السّياطْ..

رأيتهُ يرتجفُ كنخلةٍ مقطوعةِ الجذورْ..

كفرخ طائرٍ يصارعُ الأنواءَ و الصّقورْ..

قلبي أنا..

مِليون مرّةٍ صرختُ فيهِ :إنّني تعبتُ ،هدّني السّفرْ..

و هذه الغيومُ لا تبشّرُ بوابلِ المطرْ..

لكنّهُ لم يسمعِ النّداءْ..

و ظلّ قافزا هناك في الدّروبْ..

يعانقُ الصّغارْ..

يخطُّ في جبينهمْ علامةَ الظّفرْ..!

(محمّد الحمدي)


فتأثّرت بها واستأذنته في العنوان وقلت في قلبي:


••• قلبي أنا •••

تماما مثلُ قلبك

و الدّاءُ فيه أعظم

أتعَبني

أرهَقني

ناولَني الكُؤوسَ

مُرّة كالعَلقم


طفلٌ رقيقٌ جامح

يأبى مراكنَ الحيطانِ و المَلل

مترعٌ بالحبِّ ... بالحياة

بالضّحكِ  ...  باللهوِ...بالبكاءِ

بالأمَل

يُحبّ ريحَ العسلِ

كالدّيسَم قلبي أنا


يُنبوعُ دفْء كالأمومة

هدهدةُ مساءٍ 

ببسمةٍ مرسُومة

كأحلامِ الصِّبا ... 

كبلبلٍ ترنّم


قلبي أنا

فراشةٌ صغيرة

تبحثُ عن نحّولِ العَسلٍ البديع

عابثا ...مبعثرا كالبُرعم

بين شقائقِ النّعمانِ

حُلوِ الميْسم


يُفلتُ منّي واضعا كرسيّه الصّغير 

خلفٓ الباب

يَحسمُ... يَجزمُ

يعتلي الكرسيٓ و يسقُط

ثمّ يعتليه

يكتشفُ الثّقابَ 

و يسْقط ...ثم يعتليه 

ثمّ يسقط

و قَطُّ لم يستسلمْ 


قلبي أنا...

أنشودةٌ حزينه

في وطنٍ مغتال

ودمعةٌ شهيدة

تئنّ تحت عفنِ الأوْحال

فمن تراه يعلم !


قلبي أنا

هذا العنيدُ المشرئبُّ المارق

كبّلته بوابلِ السّلاسلٍ

و قلتُ كفى...لا خلاصَ

لا مفرَّ

دعْنا من الخَوارقْ

فبكى جمرٓا

و ما تكلّمْ ...

(زهرة الحوّاشي ).


وهاهو صديقنا الشاعر Abderrazek Missaoui  يبهرني  بما همس لنا معترفا عن خبايا قلبه قائلا:


••• على نخبِ قلبي اشربوا •••

يا لَقلبي المتناثرْ !

فَجّرتْ أوصالَه الآلامُ لمّا لم يُلنْه الطّرقُ... كانْ

يرفضُ الإذعانَ، في أوجِ انهزاماتي، مكابرْ

رافعًا - والرّعدُ يسعى دون جدوى

أن يُذيبَ الصّوتَ في صوتِه - 

صوتَ النُّورِ من بينِ السّتائرْ

لمْ يُلنْه الخوفُ من سيري وحيدًا داخلَ الإعصارِ... كانْ

يحضنُ النّاسَ جميعًا ويُغنّي

سَكِرًا يسْكبُ حُبًّا ثمّ حُبًّا ثمّ حُبًّا

ويُديرُ الكأسَ، في الحربِ، سلامْ

يُنشدُ الأَنشادَ، يهذي مثلَ شاعرْ

... رغم إعيائي وأشواكِ الطّريقْ

وخريفٍ ريحُه الهوجاءُ تَذري

ورِقَ الأشجارِ في أوجِ الظّلامْ

كانَ قلبي يتعالَى تاركًا أجزاءَه الملقاةَ عصفًا

... يتباهَى كمُغامرْ

(عبد الرزاق الميساوي)


وها يسعف غربة قلوبنا صديقنا وشاعرنا Mohieddine Dabbebi باعتراف آخر:


••• أيا قلباه •••

 بي تمضي فرارا من اذى الأشواك في الطرق 

إلى مرج به ترتاح في سفر من القلق

وأتبعك 

فتتعبني

و أتكئ 

على عكاز خيبتنا

عسى منها نرى دربا إلى الألق 

و لو قبسا من الأمل لمنطلق

و تسندني و اسندك 

 على وجع 

على ضجر

 على قلق 

على سهر 

على أرق 

و ننتظر نشيد الريح 

كي تمضي سفينتنا

فتخذلنا

فهذي الريح تهصونا 

وفي المجداف ننكسر 

و أرثيك و انت الحي من وجعي

أيا المجنون حتى البرق يخدعه

به يلقي إلى البيداء 

انت الحافي برغم الشوك لا تقف

و تعترف 

نقيا كنت كنت الغر تعترف 

 ترى التصديق في الكذب و

 يمشي نحوك الورق

 لتكتبك 

فيحضنك 

اذا جاشت بك الحرق 

(محي الدين الدّبابي)


فيالقلوبِ الشّعراء !!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق