((رحــــــــــــــــلَ الـــــهُـــــمَـــــام))
فــي رثــاء الـمـجاهد الـبـطل الـشـهيد
أبــــو إبــراهـيـم ”يـحـيـى الـسـنـوار“
رحـمـه الله رحـمـة الأبــرار وغـفـر لـه
وأســـكـــنــه فـــســيــح جـــنــاتــه:-
رحـــــلَ الــهُــمَـامُ الــقَـائِـدُ الــمِـغـوَار
لــيــثُ الــمَـهَـامِ شَـهِـيـدُنَـا الــسِّـنـوَار
مَــــنْ قـــادَ مـعـركـةَ الإبـــاءِ بـحـنـكةٍ
وتـــشــوّقــت لــلــقــائـهِ الأقـــــــدَار
مـــا مــاتَ مَــنْ نــالَ الـشـهادةَ رِفـعـةً
كـــــلا ولا زاغـــــت بـــــهِ الأبـــصَــار
مـــا مـــاتَ مَـــنْ لــلّـهِ أنــفـقَ عـمـرَهُ
وتــحــطّــمـت بــثــبـاتِـهِ الأخـــطَـــار
مـــا مـــاتَ كــلا مَــنْ يـجـودُ بـنـفسهِ
وســـلاحُـــهُ فــــــي كـــفّـــهِ بـــتَّــار
حــــــيٌّ كـــريـــمٌ خـــالــدٌ ومُــنَــعَّـمٌ
فــــــي جـــنّـــةٍ أحــبــابُـهَـا أقـــمَــار
يـــــا أيـــهــا الــسِّــنـوارُ إنَّ قــلـوبَـنَـا
تــبــكـي دمًـــــا ومـصـابُـهَـا إعــصَــار
لــــولا الــرضــاءُ بــمـا قــضـاهُ إلـهـنَـا
لـتـضـاءلـت مِــــنْ دمــعـنَـا الأمــطَـار
لــكـنـهَـا الأقـــــدارُ فــيــهَـا حــكــمـةٌ
لـــمــن اهـــتــدى ومــريـبُـهَـا كَــفّــار
فُـجِـعـت جـزيـرتُـنَا بـمـوتِـكَ ســيـدي
وتـــزلــزلــت لــفــراقِــكَ الأمـــصَـــار
واشــتـدّت الأوجـــاعُ فـــي أوصـالـنَـا
وتــســاقـطـت لــمُـصـابِـكَ الأزهَـــــار
لــكـنـنَـا رغــــمَ الأســــى وجــراحـنَـا
ســنــظـلُ رقـــمًــا بــالـبـنـانِ يُــشَــار
ســنــكـونُ مــقــبـرةً لـــكــلِ مُــكـابـرٍ
مـهـمـا طــغـى فـــي أرضـنَـا الأشــرَار
سـنـظـلُ رمـــزًا فــي الـكـفاحِ بـعـزمِنَا
ولـــواءنَــا فـــــي صـــفّــهِ الأخــيَــار
إنـــا عــلـى الـعـهـدِ الــذي نـسـمو بــهِ
قــســمًـا ولــــن تـجـتـاحـنَا الأعــــذَار
مُـسـتَمسِكونَ بـهدي أحـمدَ فـي الـورى
مُــتــفــاخـرونَ بــديــنــنَـا أحـــــــرَار
يـــــا أيـــهــا الأعـــــداءُ إنـــــا أُمّــــةٌ
ولَّادةٌ فـــــــي عـــزمِــنَــا الإصــــــرَار
مــهـمـا عــلـوتـمْ أو تـعـاظـمَ بـأسُـكُـمْ
وغــــزا الــفـضـاءَ بـجـيـشـكمْ طــيَّـار
سَـنُـذِيـقُـكُمْ مِــــنْ بـأسِـنَـا وسـهـامِـنَا
حِــمَـمًـا تــــذوبُ بــحـرِّهَـا الأحــجَـار
الـــلّـــهُ أخــبــرنَــا بــمُــحـكَـمِ آيـــــهِ
ولـــنـــا بـــحــرفِ كــتــابـهِ أســـــرَار
وعـــــدٌ تــجـلـى نــصــرُهُ وضــيــاؤهُ
فــــــي أُمّــــــةٍ طــوفــانُـهَـا إنـــــذار
إنـــــا حــسـمـنَـا أمـــرنَــا وخــيَــارنَـا
فــــــي عُــصــبـةٍ أبــطـالُـهَـا فـــجّــار
خــانـوا الـعُـهـودَ تـمـلّكوا فــي أرضِـنَـا
وتـفـاقـمـت فــــي دُورِنَــــا الأضـــرَار
فــتّــوا بِـخَـاصِـرةِ الـعُـروبـةِ كَـيـدَهُـمْ
وتـمـكّـنـت مِــــنْ قُــدسِـنَـا الأظــفَــار
حـــتــى إذا عــاثــوا وزادَ فــسـادُهُـمْ
عـــضّــت عــلــى أنـيـابـهَـا الأنــصَــار
فـتـظـافـرت وتــداخـلـت وتــلاحـمـت
شُــعَــبُ الـجِـهَـادِ وضــجّـتِ الأذكَـــار
الــلّــهُ أكــبــرُ هــــذهِ جُــثَــثُ الــعِـدا
فـــــي سَـحـقِـهَـا تـتـطـايـرُ الأخــبَــار
طــوفـانُـكُـمْ هـــــزَّ الــكـيـانَ ثــبـاتُـهُ
وتـــقـــاســمــت بـــرجَـــالِـــهِ الأدوار
كـــانــت ولا زالــــت بــغــزّةَ هــاشــمٍ
تُــبــنَـى الأُبَـــــاةُ وتُـــولَــدُ الأفــكَــار
مِــــنْ كــــلِ كــــرّارٍ تــرجّــلَ راحِـــلًا
ورثَ الـــجِــهَــادَ وخـــلــفُــهُ كــــــرّار
لا زِلـتُ أكـتبُ فـي الـمُصَابِ مـشاعري
دمـــعًــا تُــصَــاغُ بــحـبـرهِ الأشــعَــار
وأذوقُ مِـــنْ ألـــمِ الـفـجـيعةِ حــسـرةً
فـــــي لـطـمِـهَـا تــتـزاحـمُ الأصــفَــار
وأبـــثُ فــي كــلِ الـجِـهَاتِ قـصـائدي
كـــرمًــا تــقــومُ بـنـشـرهَـا الأســفَــار
يـــا ربِّ واشــمـل مَــنْ أتــاكَ بـرحـمةٍ
حـتـى يُــنَـــالُ بِـــخُـــلـــدِهِ الأنــهَــار
جــنـات عـــدنٍ فـــي جِـــوار مـحـمـدٍ
زيــــنِ الــرّجِــالِ حـبـيـبـنَا الـمُـخـتَـار
صــلّــى عــلـيـهِ الــلّــهُ ربّــــي دائــمًـا
مـــــا ســــارَ فــــوقَ تُــرابـنَـا ســيّــار
والآلِ والأصــحـابِ مـــا ريـــحُ الـصَـبَـا
هـــبّــت ، وقـــــادَ رِكـــابَــنَـا مِـــغــوَار
عـــبـــدالـــمـــلــك الـــــعـــــبَّــــادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق