أَمِيرُ الشُّعَراء ونُقَّادُ عصرِنا !!
::::::::::::::::::::
رَأَيتُ _ فِيما يَرَى النَّائِمُ الحَالِمُ _ أَميرَ الشُّعَراءِ( أحمد شوقي )،وكانَ يَبدُو عَلَيهِ الانزِعاجُ ! ؛ فَسألتُهُ :
_ ما الَّذي يُزعِجُكَ يا أَميرَ الشُّعَراء ؟!
فقالَ ، _ وَهُو يَهِزُّ بِيَدِهِ اليُمنَى استِنكارًا ، وَيَقَلبُ شَفَتَهُ السُّفلَى استِهجانًا _ :
_ النَّقْدُ ! ..... النَّقدُ ..... ومَن يُلقِّبُونَ أنفسهُم بِ(النُّقَّاد) ! ...... لَقد أَفسَدُوا كُلَّ شَيءٍ !
سَكَتَ قَلِيلًا ، ثُمَّ أَنشَدَ :
١.وَ ناقِدٍ قالَ رَأيًا،لَيسَ يُعتَمَدُ !
إِنِّي بِمَا قالَهُ،لا،لَستُ أَعتَقِدُ !
٢.قَد راحَ يَقلِبُ في مَعنًى ، وقَوَّلَهُ
فَشَوَّهَ النَّصَّ نَقدٌ كُلُّهُ فَنَدُ
٣.خَبْطٌ،وَ خَرْطٌ،وَ خَلْطٌ،كُلُّها اجتَمَعَتْ
في ناقِدٍ،حَيثُ لا رُوحٌ وَ لا جَسَدُ
٤.هذا هُوَ النَّقدُ،يا وَيلاهُ،في زَمَنٍ
يَدنو بِهِ الزُّبْدُ ؛ إِذْ يَعلُو بِهِ الزَّبَدُ
٥.حِينَ استَمَعتُ إِلَيهِ ،قُلْتُ _ في أَسَفٍ _
:كَم أَفسَدَ الذَّوقَ نُقَّادٌ بِمَا نَقَدُوا !
٦.وَ إِنَّمَا النَّاسٌ أَذواقٌ_ إِذَا سَلِمتْ_
فَإِنْ هُمُ فَسَدَتْ أَذواقُهُمٔ فَسَدُوا
فَسألتُهُ :
__ ما هو رأيُكَ بِالمناهج النَّقديَّة الغَربيَّة الَّتي أصبَحتْ هِيَ المِعيارَ لِجَودَةِ أشعارِنا ؟!
فَأنشَدَني :
١.لَنا لُغَةٌ لَهَا المَاضِي السَّعِيدُ
بِهَا قد أُنزِلَ الذِّكْرُ المَجِيدُ !
٢.وَ إِنَّ لَنا تُراثًا يَعرُبِيًّا
عَظِيمًا قَد تَكَفَّلَهُ الخُلُودُ !
٣.وَ قد كُتِبَتْ بِذاكَ مُعَلَّقَاتٌ
سَمَا فِيهَا (زُهَيرٌ) أَو(لَبِيدُ) !
٤. وَ إِنَّ لَنا مِنَ الأَجدَادِ نَقْدًا
بِهِ قَد قامَ لِلشِّعرِ العَمُودُ !
٥. وَ لكِنَّا نُطَأطِيءُ كُلَّ رَأسٍ
وَ في نَقدٍ نُقَادُ ولا نَقُودُ !!
٦.وَ نَتبَعُ _ مِثلَ ظَلٍّ _أَجنَبِيًّا
وَ نَترُكُ كُلَّ ما تَرَكَ الجُدُودُ !
٧.أَنَبقَى نَحنُ مِثلَ بُغاثِ طَيْرٍ
على ضَعَةٍ:نُصادُ ولا نَصِيدُ ؟! !
٨. أَنَبقَى نحنُ مُحتَلِّينَ عَقلًا ؟!
فَنَحنُ لِكُلِّ أَسيادٍ عَبِيدُ !
٩.أَنَبقَى نَحنُ فِيهِمْ بَبَّغَاءً !
نُرَدِّدُ ما يُقالُ وَ نَستَعِيدُ ؟!
١٠.وَ لَستُ بِقائِلٍ :إِنِّي قَدِيمٌ
فَأَرفُضَ ما يَجِيءُ بِهِ الجَدِيدُ !
١١.وَ لَستُ بِجامِدٍ عَقلًا وَ قَلبًا
وَ حاشا أنْ يَكونَ بِيَ الجُمُودُ !
١٢.وَ لكِنِّي إِلى الإِبداعِ ساعٍ
وَ عَنهُ لا أَحُولُ وَ لا أَحِيدُ !
١٣.وَأَمقُتُ كُلَّ تَقلِيدٍ لِغَرْبٍ
كَمَا قَد قَلَّدَ البَشَرَ القُرُودُ !!
.................
* هذا النَّصُّ من تأليفي الخالِص نثرًا وَ شعرًا./ أخوكم د.فارس الحسيني.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق