لاَ تجْعَلْهَا قُرْبَانًا....
غادَرَتْ مَرَاكِبِي المَرْفَأْ
دُونَ مَلاَّحٍ
ودُونَ أَشْرِعَةٍ
وبقِيتُ علَى الشَّطِ أَرْقُبُهَا
أَرْقُبُ ما يَفْعَلُ بهَا المَوْجُ
تارَةً تعْلُو وتارَةً تنْخَفِضُ
وتَارَةً تتُوهُ في اليَمِّ
وتَارَةً يسْتَقِيمُ لَهَا الأَمْرُ
وهِيَ تُعَانِدُ المَوْتَ
قُلْتُ لِلْبَحْرِ حَنَانَيْكَ
فمَرَاكِبِي قِطْعَةٌ مِنّي
ولا يرْكَبُهَا غيْرِي
ولاَ تحْمِلُ فارِينَ مِنَ الجَحِيمِ
يحْمِلُهُمْ حُلْمٌ ورْدِيٌّ
إلى جنَّةِ الخُلْدِ
دعْهَا تمُرُّ بسَلاَمٍ
إلى الضِّفَةِ الأُخْرَى
فلاَ تجْعَلْهَا قُرْبَانًا لِمَوْجِكَ
أَلَمْ يَكْتَفِ بعْدُ.!
فقَطْ أرَدْتُهَا أَنْ تحْلُمَ عَنِّي
فأَنَا أخْشَى الغَرَقَ فِيَّ
قبْلَ أَنْ أُبْحِرْ
فأَنْتَ لسْتَ جَبَّارًا
ولكِنّي أَخَافُ مِنْ نفْسِي
حِينَ يسْتَبِدُّ بهَا الحَنِينُ والشَّوْقُ
إلى الأَحْبَابِ والأَهْلِ والوَطَنِ
ففِي السَّفَرِ مُتْعَةٌ
ولكِنَّ الغُرْبَةَ ثَقِيلَةٌ على النَّفْسِ
تجْعَلُكَ خَاوِيًا
كَجِذْعٍ بِلاَ جُذُورٍ ضَارِبَةٍ
في الأَرْضِ
تعْصِفُ بِهِ الرِّيَاحُ العَاتِيَةُ
حِينَمَا تأْتِي
فينْصَاعُ مُطَأْطِئَ العَزْمِ...
غادَرَتْ مَرَاكِبِي المَرْفَأْ
دُونَ مَلاَّحٍ
ودُونَ أَشْرِعَةٍ
في رِحْلَةٍ قدْ تطُولُ
أَوْ تقْصُرْ
وسَأَنْتَظِرُ عوْدَتَهَا
إِنْ أَرَادَتْ ذَلِكَ
أَوْ أَرَادَ ذِلِكَ لهَا المَوْجُ...
صالح صوائدي✍️...أكتوبر 2024

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق