الرقص على اوتار الذاكرة
............................................................
لا تعلمني ،كيف أسكب دمي على البياض
وكيف أمشي إن انحنيت قليلا وصرت معقوف الظل..
فأنت لم تدرك بعد ، أن للزمن أياد خفية
تبعثرك صورا على جدران ذاكرتك.
أنت الذي تخيط المسافات بقدميك الداميتين ،وتعوي كذئاب الليل.
وتجر أهوالك ،على كتفين من رخام
كم مرة كذبت عيناك واحتالت عليك،
وكم مرة سرقت منك كرهينة للزمن...؟
أنت الذي تلعب بخصلات انتظارك
حتى لا تحس بالوقت الذي يشربك على مهل.
ما من أحد ينتظرك ... أو ينتبه لغيابك
أو يفكر في انكسارك... وانسحابك
لاشيء يوجعك...إلا الوقت الذي ضيعك منك.
حين قطفتك الحياة باكرا ، وباعتك للريح.
جنائزك الكثيرة,شيعتها على ظهر الغمام.
أنت لم تبك، وإنما ودعت ماكان لك أو لم يكن ... من السلام.
حين توقفت بك الأرض وأنت بساق واحدة
تخفي دهشتك تحت أجنحة الأيام.
وتسأل، لم ولدت ...إن كنت الميت الحي في الزمكان؟
وما ذنبك ،إن كنت أنت ا ولست غيرك ، حتى أنك صرت تشك في أمرك ...
في وجودك أو عدمك
في كينونتك الغامضة المملة ...
في القدر الذي يعبث بك
ويجعلك راقصا بارعا على نوتات بأسك.
فتصرخ ملء جنونك
هل أنا إنسان بما يكفي...؟
فيرد الصدى،
أنت لم تختر من الحياة شيئا
وإنما هي من شكلتك حروفا ظمأى
وخبزتك جسدا محروقا
لايفوح منه ...إلا الدخان.
أسماء خيدر / المغرب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق