قصة قصيرة
زئرة أسد
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
في أحدي الغابات الإستوائية الأسد يصول و يجول .كل الحيوانات تهرب عند رؤيته لا يبذل جهده في الحصول علي اطيب الطعام من غزال و حمار وحشي. يصطاد كلما جاع و يحمل الطعام إلي اشباله وزوجته
ولكن كطبع الحياه تقدم الأسد في السن ولم يعد بنفس الرشاقه والقوه كما في الماضي أصبحت حركته بطيئه و أصبح الصيد أكثر صعوبه مع حيوانات تفر من أمامه بعمرها
فتركته زوجته و ارتبطت بأسد أكثر شبابا وحيويه
في تلك اللحظات ترك الأسد عرينه و ذهب إلي أقصي الغابه يداوي جراحه يعيش في حاله نفسيه سيئه لم يستطع تجاوزها بسبب خيانه زوجته وعظم قدرته علي البدء من جديد لتقدم عمره و صعوبه حركته
و خلال معاناته وحزنه علي حاله تم اصطياده من قبل بعض الصيادين و عرضه للبيع بعد وضعه في قفص حديدي محكم مع رمي القليل من الطعام له
وبدأ راغبي الشراء في زياره المكان و فحص الأسد و عقد الاتفاقات مع دونجا زعيم القبيله
كم كانت معاناه الأسد و هو يري من كان يفر من أمامه بالأمس يأتي الآن و يتفاوض علي شرائه و مساومه دونجا في سعره منهم من تحجج بخبر سن الأسد و اخرون بعد صلاحيته للعمل معهم في السيرك الأمريكي أو الروسي لانه لا يصلح الترويض في هذا العمر ولا يستطيع أحد إطلاقه من قفصه فقد يلتهم من يقف أمامه
كلما سمع الأسد تلك المفاوضات والمساومات بدأ في الزائير بصوت عالي يرج المكان و كأنها صرخات احتجاج علي هذا الوضع المشين الذي وضع فيه بعد كل هذا العمر و بعد السلطه و القوه في الغابه التي يطلق عليه أنه ملكها
بعد انصراف أعضاء السيرك اتي أحد المستثمرين الراغبين في إنشاء حديقه حيوان في بلده و بعد أن رأي الأسد تقبل وضعه بعد مفاوضات مع دونجا بتخفيض السعر علي أن يوفر له دونجا بعض الحيوانات الأخري الازمه للحديقه مثل القرود و التماسيح و الثعابين و خلافه .
تم إجراء الكشف الطبي علي الأسد و بعد مروره من الكشف تم حقنه بمخدر قوي و شحنه في سفينه بها الكثير من أقفاص الحيوانات للذهاب الي الحديقه
الوجبات جيده فهو يلتهم نصف حمار يوميا و لكن لم يعتد أن يري حيوانات تقف أمامه لقد كان شيئا غريبا أن يري الجميع في أقفاص هو لا يستطيع الانقضاض عليهم و هم لا يفرون منه شعر عن الرؤوس تساوت
حتي الشخص الذي يلقي إليه الطعام يعامله بقسوه في حين في الغابه مجرد ظهور الأسد أمام أي شخص يصيبه بأزمه قلبيه تؤدي فورا إلي الوفاة
شعور صعب أنتقالك من حياه الحريه إلي سجن و قضبان
من كونك ملك في مكان إلي سلعه تباع و تشتري
من حالك كأسد يهابه الجميع و يفرون منه بمجرد سمع زائيره أو مشاهدته إلي مصدر للتسليه و المشاهده مقابل جنيهات قليله رغم توافر الطعام و العلاج و الرعايه الصحيه
ولكن في النهايه انت في قفص وقد زالت عنك هيبتك
وصلت السفينه الميناء و بدأ نزول أقفاص الحيوانات لتحميلها علي تريللات أعدت لذلك
اخر الاقفاص كان قفص الأسد نزل بحرص و تم تحميله علي السياره النقل و عند وصوله للحديقه وافته المنية
قبل أن يري مكانه في الحديقه

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق