راقصتني الهواجس
على عتبة الانتظار
و من شرفة أحد البنيان
المطلة على أعمدة النيران
وقفت أتفرس في منازل كالجنان
تلتهمها نيران العدوان
جلست و أفكاري في استباق
و دمع أشواقي رقراق
و قلبي الحنون مشتاق
لضمة من الأعماق
لكل من أعرفه دون نفاق
بعدما عز التلاقي
و هببت لمناجاة الخلاق
و طلب العون من الرزاق
على لم شملنا بعد تشتت الرفاق
و الأبناء دون عناق
ليلة غارة العدو السباق
لإبادة شعب بخطط سراق
اغتصبوا حقنا و حملونا ما لا يطاق
فغربت شمسنا رغم الإشراق
و صرنا محاصرين في كل زقاق
راقصتني الهواجس خوفا على من حولنا
و أنا أطل على حينا
الذي ارتفعت وراءه نيران قصفنا
و شممت من كل اتجاه روائح غدرنا
و عمالة مطبعينا
و سمعت أنات مصابينا
و تمنيت بشائر ترضينا
عن مصير من يجاورنا
و طمئننا على أحبتنا و محبينا
راقصتني ذكرياتي
الجميلة لاستحضار حلاوة أيامي
رغم قهر هذا الزمان
و عبث الأقدار بالإنسان
و بالله عوني و مستعاني
و عون كل إنسان
صادق مهما يهان
و عليه وحده التكلان
آمين ببركة نبينا العدنان
عليه وعلى الآل والصحب السلام
مع كل إقامة و أذان
إلى يوم القيام
رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق