تحليل نقدي بقلم مشترك مع الأستاذ الصحفي الشاعر محمد والدكتور مصطفى محمد العياشي تدقيق لغوي وتنقيح اخطاء وتقفيل خاتمة الشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي تونس
قصيدة "النصر آت" بقلم يوسف بلعابي تنبض بروح المقاومة والإصرار على استعادة الحق. تعكس القصيدة مشاعر الفخر والثقة التي يمتلكها الشاعر في قدرته على مواجهة أعدائه والتغلب عليهم، وهي تتضمن خطابًا موجهًا للقارئ، يحفزه على عدم الاستسلام والتسليم بأن النصر قريب. القصيدة مليئة بالرموز والإشارات الدينية والوطنية التي تدعم موقف الشاعر وتؤكد حتمية الانتصار.
الشاعر يبدأ بوضع تصورات واضحة عن العدو، الذي يصفه بـ"القزم المتجبر"، و"الدنيء الأصغر"، وهذا يعكس حالة من الاحتقار والرفض المطلق لقوته. هذه الأوصاف المتكررة تهدف إلى التقليل من هيبة العدو وجعله يبدو ضعيفًا وحقيرًا مقارنةً بالقوة الحقيقية التي يؤمن الشاعر بأنها لله وحده. هذا التوكيد على أن القوة لله يعطي النص طابعًا دينيًا عميقًا، حيث يبني الشاعر على الإيمان قوة روحية تجعل النصر محققًا في نهاية المطاف.
القصيدة تعتمد أيضًا على ثنائية بين "القوة الإلهية" و"ضعف العدو"، وهذا يتجلى في عبارات مثل "فبعد العسر يأتي اليسر" و"بعد ليل مبهم يحل الفجر"، وهي استحضار واضح للآيات القرآنية التي تؤكد على أن المحن دائمًا ما تليها الفرج. هذا الترابط بين الإيمان والصبر والنصر يجسد عقيدة الشاعر بأن النصر ليس فقط عسكريًا، بل هو أيضًا إيماني وروحي.
الشاعر يستخدم تراكيب لغوية بسيطة لكن قوية، إذ يجمع بين الإيمان بالقدرة على الانتصار والاعتراف بالمصاعب التي يواجهها. كما أن الصور الشعرية المستخدمة تعزز من هذا المعنى؛ فالشاعر يتخيل نفسه كـ"النسر" و"الصقر"، وهي رموز للقوة والشموخ، في مواجهة العدو الذي يصوره كـ"قزم"، مما يعزز الثقة بالنصر.
في النهاية، تنتهي القصيدة بتأكيد قاطع على النصر، حيث يقول الشاعر: "وسأسجل فوق السطور بالحرف الكبير تاريخ يوم النصر". هذه النهاية الحاسمة تترك القارئ في حالة من الترقب والتطلع إلى لحظة الانتصار، حيث يتأكد من أن المقاومة ستنتصر مهما طال الزمن.
نستطيع القول إن يوسف بلعابي في هذه القصيدة أظهر قدرات شعرية مميزة في مزج الإيمان بالنضال، وصنع توازن بين التفاؤل والثبات في مواجهة الطغيان. لغة القصيدة واضحة وقوية، تعبر عن موقف صلب لا يتزعزع، وتعزز من الروح الوطنية والتفاني في سبيل الوطن.
مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي للنشر والتوثيق والقراءة النقدية التحليلية الثقافية العربية
**النصر آت**
واهم من ظن
إن جيوش صيون
قوة عظمى لا تقهر
يا واهم لاتنسى ان القوة
لله وحده هو الأكبر
ومن آمن بالله كيف يهزم و يخسر؟!
أنا المؤمن سلاحي الايمان
وزادي الصمود والصبر
فبعد العسر يأتي اليسر
وبعد ليل مبهم يحل الفجر
سأقاوم ببسالة
هذا القزم المتجبر
هذا الدنيء الأصغر
وصمته العار والعهر
لو لم يكن جبانا
لما قتل الأبرياء العزل
وخرب مأواهم ودمر
مهما طال المدى
سنتقابل وجها لوجه
في ساحة الوغى
سأهزمه شر الهزيمة
فأنا النسر والصقر
وحتما أنتصر
ووطني أحرر
وأجلي من طغى وكفر
وسأسجل فوق السطور بالحرف الكبير
تاريخ يوم النصر
بقلمي يوسف بلعابي تونس
مع تحيات المسؤولة عن النشر
الشاعرة عائشة ساكري تونس 🇹🇳

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق