آخر المنشورات

الخميس، 10 أكتوبر 2024

(للإيضاح..) حتى نؤسس لنقد جاد..بسبر العمل الأدبي بأدواته ورؤيته وسياقاته الثقافية والاجتماعية..بمناى عن المجاملات..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (للإيضاح..)


حتى نؤسس لنقد جاد..بسبر العمل الأدبي بأدواته ورؤيته وسياقاته الثقافية والاجتماعية..بمناى عن المجاملات..!


إن الناظر إلى المشهد النقدي العربي في هذه المرحلة يجد حركة نقدية لا يمكن إنكارها،كما يجد نقادا مجتهدين تستحق دراساتهم واجتهاداتهم الالتفات والتدارس.. 

إلا ان سؤال النقد لا يبتعد عن السؤال الفكري الحضاري الذي ما زلنا نطرحه منذ أكثر من قرن،وهو السؤال المتعلق بعلاقتنا مع التراث من منطلق المعاصرة،أو بعلاقتنا مع المعاصرة من منطلق التراث،على اختلاف ما تفرضه كلا الحالتين.

ومن هنا،فإن العديد من النقاد اتجهوا إلى التراث النقدي ليجسروا بينه وبين النقد الغربي الحديث،إذ تناسى بعضهم السياق الحضاري الذي جاءت فيه كلتا الحالتين،كما تناسوا الدور النهضوي الذي يمكن أن يقوم به النقد،فحصروا دراساتهم في إطار مقارنات جافة لا تؤدي دورها الحقيقي في سياق السؤال النقدي الذي تفرضه الحالة الحضارية.

كثيرة هي المقالات والدراسات التي تكتب في سياق المجاملات بين الكتاب (وردت علي نصوص  كثيرة بغاية مقاربتها وإبداء الٍرأي فيها)..*

ولا شك في أن مثل هذه المقالات لن تقوم بأي دور تقويمي للعمل الأدبي،غير أن الكتابة النقدية الجادة التي تسبر العمل الأدبي بأدواته ورؤيته وسياقاته الثقافية والاجتماعية والحضارية ستقوم بفعل إيجابي تجاه التجربة الأدبية ..

وأنا لا أقصد بذلك أن تتحول الكتابة النقدية إلى فعل سلبي يتقصى عثرات النصوص الأدبية،فالإشارة إلى مثل ذلك تأتي في سياق تناول كلي للعمل أو الأعمال الأدبية،ذلك أن النقد الأدبي لا يوجه في الأصل إلى الأديب،إنما إلى القراء بعامة إذ يستعينون أحيانا كثيرة بالنقد الأدبي من أجل محاولة فهم أعمق للأدب.

وهنا أضيف : ظهور دعوات عديدة بتبني نظرية نقدية خاصة بنا،وعلى ما في هذه الدعوة من إيجابية تستحق كل تقدير،إلا أنها تنطلق من إحساس بالمركزية الحضارية،إنها دعوة تحمل في طياتها معنى "الحميّة العربية" دون أن تركن إلى وعي ينفذ إلى متطلبات المرحلة والحالة الحضارية،وينبغي أن ينطلق النقد من احتياجاتنا الحضارية والواقعية.

هل وصلت رسالتي..؟!


محمد المحسن


*النقد الخالى من الصداقات والمجاملات يستفيد منه المبدع، وفى أحيان كثيرة يكشف النقد البناء للعمل عن مناطق لم تكن فى حسبان الكاتب،فقد يكتب قصة ويفاجأ بأن لها بعدًا سياسيًا،وهذا فى علم النفس يسمى "إسقاط غير مقصود"،فالنقد يكشف عن أشياء تنير الطريق للكاتب.

ومن هنا،فرسالة النقد مهمة جدًا للمبدع،وتساعد فى تكوينه الأدبي،والنقد يمثل دافعًا قويًا لمزيد من التألق والإبداع،ولكن ذلك يحدث حينما يكون النقد منزهًا من المادة وغير المادة، فمن خلال النقد البناء يتعرف المبدع إلى نقاط ضعفه وقوته،ويتلافى الأخطاء فى أعماله المقبلة،أما أن يكون النقد للمجاملات والمحاباة،فهذا له آثار سلبية على الحركة الأدبية.

النقد الفنى الذى يخضع العمل الأدبى ويحلل عناصره، أمر مفيد للكاتب والقراء على حد سواء، وتستند الدراسات النقدية على خبرة كتابها ممن تمرسوا على النقد الموضوعى عبر مدارس نقدية مختلفة،من بينها: البنيوية،التحليلية، النقد الثقافي،وغيرها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق