الأرض الجافّةُ./ سرد تعبيري
ها أنتِ يا سماءَ تَشرينَ تفتحينَ ذراعيكِ تتلقّفينَ الأرواحَ، لن ننتظرَ أيَّ عرقِ نداوةٍ بعدَ الآن، أتراهُ قد ذبلَ فيكِ غصنُ الرَّجاءِ يا سماءُ؟
يرحلونَ زرافاتٍ ووحْدانا مع الطُّيورِ، أيا ليتكَ يا سحابُ تمطرُ علينا أصواتَهم، ضحكاتِهم التي اغتصبَها منّا الأوغادُ قبلَ حلولِ أوانِ قطافِها؟ تشرّدُنا العواصفُ تسلبُ من حقولِنا الخيراتِ، من بيوتنا الجدرانَ، ومن حقولِنا السّنابلَ، كم لغيثِكِ يا غيومُ سننتظرُ، وكم سيطولُ علينا الخريفُ العقيمُ؟ ربّما إن تحوّلتُ إلى غيمةٍ حينها سأستطيعُ أن أجرفَ الخيباتِ، فزخّاتي لن تكونَ مطرًا وإنّما سيولًا من دموعٍ، سأبكي الأوطانَ المقهورةَ، سأبكيكَ معها يا وطني لبنانَ ، تلك العَبراتُ وعدتْني أنّ سيولَها أبدًا لن تتوقّفَ حتّى ترتويَ الأرضُ الجافّة وتستعيد السماءُ العزّةَ والكبرياءَ.
سامية خليفة / لبنان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق