...... جَديلةُ شوق ......
نهـــى عمــــر / فلسطين
خَبَّأتُ وَلَهي بِجوفِ الصَمت
ضَفَّرتُهُ جَديلَةَ شوقٍ
تَمَدّى ظِلُّهُ على جَسَدِ الذِكرَيات،
وبِتُّ أَخوضُ غِمارَ العَتم ..
عاشِقاً نَزِقاً
تَحمِلُني أجنِحَةُ الضَباب
تُغَذّيني وَجباتُ الحِرمان
تَعتَريني تُخمَةُ الوَجع،
فَيَنتابُني القَلَق
أرتَجِفُ كَخَريفٕ مَضى ..
أشعَلَ الرأسَ فِضّةً،
فَذَرَفتُ دُرَّ المُقَل
في وَحشَةِ الدُروبِ والغُروب
أرقُبُ النُجومَ بِحُزنِ المُفارِق،
وأتَغَطّى بالليلِ وِشاحاً
تستَمِرُّ الآهاتُ بِصَدري ألَماً دَفيناً لا يَستَكين
تَجتاحُني رَغبَةُ العَودَة ..
يوجِعُني الحنين
تَشتَعِلُ أنّاتُ الشوقِ المَذبوح
يَتَلوّى الوَتين
فَتزكُمُني رائِحَةُ حَريقِ الغَدر
أُرافِقُ السَرابَ ..
أُطارِدُ العَذابَ والغُرابَ،
ولو حلماً
ولو كذباً
أستَعيدُ يَقيني
وأثورُ شَغِفاً إلى وطني
أُلَوِّنُ شِفاهَ اللَحظات
أُخضِّبُ اليأسَ بالحِنّاء ..
لِيَفيقَ الأمل
أُبعثِرُ الأحلامَ الرَديئة ..
لتَنتَفِضَ مَساحات الغِياب
وتَردِم هُوَّةَ الهِجرَة
فأُقاوِمُ السُهاد والرُقاد
وأَتَجَرَّدَ مِن سُكوني وهُدوئي
أصيرُ رَصاصة .. قُنبلة
فتيلاً لشعلة ثورة
أُلملم نفسي وجَمعي
وأسعى كي أعود لأرضي
عَبْرَ المُحال،
وفوقَ الإحتِمال
ولا بدّ للحَقّ إنْ سَعينا لِنَيلِه ..
أنْ يُطال
أنْ يُنال.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق