صراع الأجيال
يقولون كبرت.!.وقد مر عليك الدهر
لما عرفوا مولدي وعدوا سنين العمر
ينظرون إلى البياض وقد كسا الشعر
والى انحناء بدا بي بعد تقوس الظهر
يضحكون علي من ردة فعلي المتأخر
ويتغامزون بالإشارة بسبب قصر النظر
وأنظر إليهم متحسرا وأقدم لهم العذر
لنظرتهم لشكلي ونسواما حواه الصدر
هم الشباب يحكمون على ما رآه البصر
والأيام بالجوارح فينا لم تبقي ولم تذر
وأتنهد وأقول: أرقى ما بالحكمة الصبر
والجسد مصيره حتما إلى حفرة القبر
وأن الروح لن تشيخ ولن يصيبها الكبر
مهما احتواها جسما مرت عليه أيام غبر
صحيح شاخت جوارحنا وأصابها الشذر
لكن همتها بالحياة طموحة كالشباب الغر
نكبر لما نفقد عزيزا ويخطفه منا القدر
ونراجع صفحات الأيام وتغيب عن الذكر
نكبر لما نتذكر الماضي والضيق والعسر
وأن كل ثمين شقينا لأجله يتعرض للكسر
نكبر لما نرى مبادئنا وافكارنا طالها الهجر
وتضحياتنا في سبيلها محل الهزء والسخر
نكبر لما نناقش أبناءنا فيقولون الزهايمر
قد فعل فعله ويتغافلون ويعصون الأوامر
نكبر لما نرى البيوت مكتظة وملأها البشر
ونحن أغراب وحاضرون بلا حس ولاخبر
عندها نقول كبرنا حقا وقد مسنا الحظر
فمن فاته زمانه فلا يطمع في زمان الغير
هي طريق مشيناها وقد كتبنا فيها سطر
عساه يكون صالحا لمن خلفنا كفعل الخير
دروس علمناها ومبادئ مقصدها الطهر
ونصائح وهبناها تفي عند حشرجة الصدر
سلام الواعظين لكل من استهواه الشعر
أن يبتعد عن كل غواية فهي مدعاة للكفر
ودعاء للوالدين بالرحمة والغفران والشكر
لهم وان يعوضني فراقهم بالعفاف والستر
بقلمي
الأستاذ : أحمد محمد حشالفية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق