تلكَ التي لم أعِرْها اهتماماً
نظرَتْ إلَيَّ بعينِ صَبٍّ يرمُقُ
فلَحظْتُ في العينينِ موجاً يُغرِقُ
ولَحَظْتُ في الخدّيْنِ ورداً باهياً
يُغْنيهِ في الإظهارِ عطرٌ يعبِقُ
ورأيْتُ في الجفنينِ أسيافاً لها
حَدُّ القواطعِ إن رمتْكَ ستُصْعَقُ
وقفَتْ تُناجيني فدَنْدَنُ ثغرُها
نغَماً سرَىٰ في أضلُعِي يترقرَقُ
ما كان بيْنِي ، في اللِّقاءِ ، وبينَها
وعدٌ ولا حتّىٰ كلامٌ يسبِقُ
قد أيْقَنَتْ نفْسِي بِأنَّ مُرادَها
أرساهُ في الأعماقِ حبٌّ يصدُقُ
فسألتُها عمَّ الحديثُ فسارَعَتْ
تُلقِي مِنَ الدُّرِّ الدّفينِ وتُغْدِقُ
باحَتْ وراحَ البَوْحُ يكشِفُ سِرَّها
ترمي بخَلْجاتِ المُحِبِّ وتشْرَقُ
إنِّي حفظتُكَ عن يقِينٍ في دمِي
ولقِيتُ في الحُسّادِ غُبْناً يُرْهِقُ
غالبْتُ في حُبّي شديدَ مشاعرِي
وَلَكَمْ غرِقْتُ بضائِقاتٍ تُقلِقُ
أني وهبتُكَ يا حياتي طائعاً
كُلِّي وأطمعُ في ظلالِكَ ألْحَقُ
خُذْني نحقِّقُ في الهوى أحلامَنا
إنِّي حلمْتُ بحُلْمِنا يتحقّقُ
فوقفْتُ مشدوهاً أُقَلِّبُ شَدوَها
ونهيْتُ نفسي عن غثيثٍ أنطِقُ
وجمعْتُ من طِيبِ الكلامِ أجيبُها
إِنْ قدْ عذَرْتِ فإنَّ غيرَكِ أسبقُ
صوُني هواكِ لِمَنْ هواهُ مُوائِمٌ
وتيَقَّنِي فالحبُّ نهجٌ أحمقُ
محمود بشير
2020/10/22

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق