ألوف يقتلون بلا قتال
بغزة و العروبة لا تبالي
عليها ذلّة و بها صغار
و فيها خسّة و فساد حال
كثير نسلها لكن غثاء
قليل نفعه بادي الهزال
فما أحد رأى منهم فعالا
و أمّا في الكلام فهم أوالي
سوى ما كان من أبناء غزّى
و حزب الله ناحيّة الشّمال
أولئك لا يقول الكون عنهم
سوى ما المجد يكنز من لآلي
و ما في المدح للعالين قيلت
قصائد من طراز جدّ غال
إلى أشبال نصر الله تهدى
سيوف الله سيدان الجبال
و نصرُ الله ، نصرالله حقّا
أمين الحقّ ذو الأيدي الطّوال
رجال الله هم ، و الله هم
أولي البأس الشديد، أولي المعالي
ففي الهيجاء هم رسل الرّزايا
بروق الرّدع في السّحب الثّقال
إذا ما لألأت فالموت آت
بأمطار النّيازك و الوبال
هم الطّوفان من نار تلظّى
إلى الأعداء جاءت بالنّكال
و بالنّقمات ثأرا ظلّ دهرا
يراكم في القلوب بلا كلال
إلى أن جاء موعده لعهد
قضاه الله في العصر الخوالي
ليقطع دابر الشّذّاذ قطعا
ويقطّع بينهم سبل الوصال
نهايتهم إذن صارت و شيكا
و ذا بدء التّفكّك و الزّوال
و حزب الله وفّى ما عليه
و ما عهد الرّجال إلى الرّجال
لغزّة بادروا لمّا تخلّت
جيوش المسلمين عن النّزال
يقول التّافهون و كل نِكس
على السّنوار قولا في ابتذال
بأنّه لم يكن بطلا شهيدا
و أنّ فعاله شرّ الفعال
على من قال هذا القول خزي
و لعن دائم و على المَقال
و إنّي من مقالتهم بريئ
و منهم ما قلى السّفهاء قال
أعود إلى الذي في القلب منه
عواصف من سموم ذي اشتعال
فإنّي لم يعد صبري جميلا
و إنّ القهر قد فاق احتمالي
يحرّق مهجتي إحراق أهلي
و توزيع الرّقاب على النّصال
فما الأشلاء إلا بعض جسمي
و ما الأطفال إلاّ من عيالي
و أقرح ما يقرّح كلّ قلب
نداءات الحرائر في ابتهال
و ما من نخوة لتجيب داع
و ما من همّة تصل الأعالي
فلا تعتب على قزم قميئ
و لا ترجو الكرامة للّنعال
بشير العبيدي...تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق