آخر المنشورات

السبت، 5 أكتوبر 2024

العلمُ كالخُبزِ بقلم الشاعر دخان لحسن. الجزاىر

 .         العلمُ كالخُبزِ

أنا المعلمُ من شيبي لِشَبابي                               

         أعصرُ رحيقًا من كتابِي وكراسي

أقدِّمه في بَحثي وَجبةً لطلّابي

      أعملُ لرضَاهم طِيلةَ العامِ الدراسي

تلاميذي قُرّة عَيني أجمَعُهم

               لِلعِلمِ وأتّخذ قلوبَهم حواسي

اسألُ مَكتَبي: هلّا احتَويتَ

         الأدواتَ؟ أنا الكيانُ وهُم حرّاسي

قال: جُهدي مُسَخّرٌ وعِلمُك خُبزٌ

               صَبري عَليهِم جِبالُ أوراسي

مِسطرتِي وسَبورَتي وأقلَامِي

    لُغَتي، دِيني عَينُ مَخرجِي وَمقياسي

تدارسُنِي ألفاظُ مَعاجمُها

              فَينهلِ الطلّابُ رَحيقَ غراسي

ومِحرَابُ الصلّاةِ دعاءٌ يَدعمُ

               توَكّلي عَلى اللّه نُورُ نبراسي

اجعَلُهم صُقورًا فِي القِممِ

                 يُلحِقونَ بالطّامِعينَ المآسي

أو مُرابطينَ على الثُّغورِ 

       حِين الخَطرِ يُفعِّلونَ رَنينَ أجراسي

يَذكِرنِي في الوَرَى مَن يُقدّرُ  أنّي

           أبرِي أقلامًا تَخطُّ العَدلَ أساسي

واهمَسُ فِي أُذُنِ الأذواقِ نَظمَ 

        الشِّعرِ والنّثرِ مثلَ حَمدان الفراسي

أمرِّرُ طُلابِي فَوقَ السَّحابِ

              يَرجونَ العُلَا  لهُ أطرُدُ نعاسي 

يَضحَى المُجتهِدونَ فُرسانًا

     تَتسابَق أنفاسُهم في مَيدانَ أنفاسي

تَذكُرنِي مَجالِسَهم مَدحًا وانتِقَادا

          واذَكِّرُهُم كَم كُنتُ أتركُ أعراسي

وكَم كُنتُ أطرُقُ أبوابَ أترابِي

            لأغزِلَ نَسيجَ الغَدِ بكلّ حواسي

وأعصُر مِن أفكاري شَرابَ مَحبَةٍ

         لا يَبدونَ حِين شَرابِه كأبِي نواس

أمُدُّ أقلامِي فأكُونُ جِسرَ عُبورٍ

             ويَكونُونَ المشاةَ نَحوَ اقتباسي

أرشُدُهم إلى الصَّوابِ وأقاسِمُهم

               أتعابَ الحيَاةِ وَلَذّةَ إحساسي


بقلمي دخان لحسن. الجزاىر

 5. 10. 2024



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق