إشراقة شمس
= 25 =
مررت أمام غرفة المدير، أجول بنظري فيها مستطلعا خلوها من أحد سوى المدير الذي لفت انتباهه مروري أمام غرفته فناداني: هيا ادخل يا يحيى [ كان قد حفظ اسمي يوم دخلت أشتكي إليه تمزيق زينة المولد ]
وجدتها منه بادرة حسنة انبسطت لها أساريري، فدخلت مبتسما و ألقيت التحية بالقول: مرحبا أستاذ
قال: رأيتك تستطلع الغرفة، فماذا وراءك؟
قلت: نعم أستاذ، ترددت كثيرا قبل مجيئي إلى هنا، و أنت تعلم ألسنة الطلاب الذين إذا شغلهم أمر سرعان ما يقصون فيه القصص و الحكايا
قال: اختصر الكلام
قلت: نعم، منذ أيام حدثتنا و وعدتنا بمعاقبة أعضاء شبيبة الثورة الذين مزقوا زينة المولد و الآيات القرآنية بطريقة أثارت حفيظة الطلاب و بعثت فيهم الحمية للدين، و قد طلب مني هؤلاء الطلاب معرفة ما أنجزت من وعدك بخصوص معاقبة الفاعلين
سكت المدير برهة مطرقا رأسه في الأرض يفكر، ثم رفع رأسه و نظر إلي و تعابير وجهه تقول أنه حيران، و أنه أمام مشكلة ربما كانت مستعصية، ثم قال: إنك إذ قمت بتزيين الصف بغير إذني وضعتني أمام مشكلة تمنيت أنها عادية لكنها بصراحة ليست عادية، و إنني إذ تمهلت في حلها فذلك عسى أن تهدأ نفوس الطلاب أو أن تطوى المشكلة بنسيانها عندهم، و إلا فالحلول المقترحة عندي لا أظنها ترضي أيا من أطراف المشكلة، فمثلا: إن استدعاء أمن الدولة لك لمعاقبتك على فعلتك سيثير غضب الطلاب و ربما تخطت المسألة حدود صفكم إلى عموم الثانوية ! و هذا أمر خطير و له تبعات ليست سهلة، و لئن أخذت بالاحتمال الثاني و هو التصادم مع غرفة شبيبة الثورة فذلك يعني أنني سأكون الحلقة الأضعف و ربما حل محلي مدير نذل يقمع الطلاب بطريقة تتحول معها الثانوية إلى سجن أو مفرخة لطلاب أغبياء! بينما ثانويتنا اليوم ترفد الوطن بطلاب علماء نجباء أدباء و كل البيانات تشير إلى ذلك، و أما الاحتمال الثالث في حل تلك المشكلة فهو أن نعمل معا على تهدئة النفوس بحيث لا ندع مجالا للشر أن يستطير
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق