آخر المنشورات

الخميس، 20 فبراير 2025

الحقيقة والسراب والوهم «(6)» رؤية : د/علوي القاضي.

 «(6)» الحقيقة والسراب والوهم «(6)»

رؤيتي : د/علوي القاضي.

... خلصنا من الأجزاء السابقة أن هناك حقائق نعلمها جيدا ولكننا نتغافلها عن عمد

... لذلك فإن مانشهده اليوم من غفلة هو بداية العد التنازلي لنهاية الحياة ، وهذا حال كثير منا ، من هم في غفلة معرضون ، ولكن لماذا وكيف ؟! ، وماهو المصير ؟!

... ولاشك في أن لعنة الهواتف والأفلام والمسلسلات تمكنت منا (وهذه حقيقة) ، وأصبحت متغلغلة داخل عقول وقلوب أكثرنا ، تمكنت لدرجة أنها أصابتنا بعدم الإكتراث واللامبالاة لحياتنا الأخرى ، التي هي (الحقيقة الوحيدة) في حياتنا والتي يسبقها القبر والحساب ، وهذا جعل الحياة  مُملة في عيوننا ! أليس كذلك ؟! ، بل أصبحت مُرهقة ، لِماذا ؟! 

... لأننا نعيش لتحقيق أحلامنا الوهمية ، ولايعلم الكثير مِنّا أن الأحلام معظمها سراب من رجس الشياطين 

... لذلك فقد أصبحنا نعيش في زمن ، جعل كبيرنا وصغيرنا لايهمه إلا مصلحتة فقط ! ، والمصلحة هنا تصب فقط في (المادة) للأسف ، مع أننا إذا رجعنا إلى حقيقة (القيمة النافعة) لكلمة المصلحة ، التي تعني الكسب والراحة لنفس الإنسان نجد فيها مُصطلح (الجنة) لخلودها في ٱخر مِقياس ، والتي يليها مباشرةً (المال) الذي هو أقل (حقيقة) منها ونفعاً ، بسبب فناءه وتركه بعد الموت مباشرةً لأنه لايصاحب مالكه في الٱخرة وينتقل لورثته في الدنيا  

... والحقيقة التي لايختلف عليها إثنان ، أننا اليوم نعيش في ظل (أزمات إقتصادية) تزيد من (سوء المعيشة) وسوء الإقتصاد ، وكل هذا بسبب سوء إدارة الحكومات لبلادهم ، هل هذا الوضع يفرض على الشخص الوقوف ضدها أوالإعتراض عليها ؟!

... الحقيقة أن هذا الوضع اُخُترِع عن عمد لصرف ، أذهان الشعوب عن فساد حكوماتها ، ولتبرير ذلك فإنهم في التصنيف الحديث يقولون أن هناك دول العالم (الأول) ، أما نحن من العالم (الثالث) ، ولذلك فقد أنشأوا هذا التصنيف لجعل المادة هي غاية كل إنسان ، كما يراهم في الأفلام والمسلسلات أو حتى في ظاهر واقع بلادهم ! ، والحمدلله أنه سبحانه لم يظلم العالمين (حاشاه) فقد أعطى كل ذي حق حقه ، ولكن للأسف نحن لا نعرِفُ حقيقة حقوقنا مما يُوزَّع في العالم من خيرات ومال وذهب وكنوز وآثار ! كيف نكون عادلين ونحن نُمارس العنصرية في مابيننا ؟! ، وذلك لأن أكثرنا منشغلون من أجل كسب المعيشة ، ناسين كسب الحياة ، ولايرجعون إلى القرآن الكريم إلا في الوفيات والعزاء وعند المقابر والأوقات الضيقة   

... أنا متأكد من حقيقة ، أن لو كل إنسان في يومه يتلو ٱيات من القرآن الكريم ويعمل بها في حياته ! لٓما كان العالم بهذا الشكل من الوحشية الفائقة ، التي يتمتع بها كثيرنا في الحياة

... ولكن هي حقيقة الحياة الدنيا الفانية فعلاً ! وحقيقة الساعة أنها لٱتية ولكن أكثر الناس لايؤمنون ! 

... ماهي حقيقة الإيمان في رأي البشر؟! ، كثيرناً سيقول هو حال التصديق بالقلب ، وحقيقة (حال) قلوبنا اليوم مع قسوة المادة ! سيضعف الحالة الإيمانية فيه 

... بمعنى ، كيف سيصدِّق ويؤمن قلبك المملوء بحب المال والدنيا أن هناك يوم حساب وآخرة ؟! ، وكيف سيصدق أن هذه الدنيا ليست سوى تذكرة عُبور للحياة الحقيقة ؟! 

... قولوا ، كيف نقنع الأجيال القادمة ؟! ، ونحن منذ أن دخلت التكنولوجيا والكهرباء حياتنا ، ونحن في حالة تشويش فكري وبُعد عن منهج الله ! ، وقد تغيرت مفاهيمنا حديثاً بسبب كثرة الكُتب والروايات التي غذّت عقول البعض ، حتى صار مُعظمهم كافرون في باطنهم ومسلمون في ظاهرهم ؟! ، نعم غُدر الإسلام طعناً وتشويهاً من قبل (مشايخ السلطان) فصدقوهم ، ومجدوهم ، وتركوا الإسلام يتعجب في حال نفوس الذين تاجروا بإسمه ، وكأنهم نسوا أن تجارتهم هذه لن تربحهم شي أمام الله وفي الٱخرة سيحشرون في جهنم ، مع فرعون وهامان وأبي بن خلف

... إذا كانت حقيقة واقعنا اليوم بهذا الشكل المُخزي ، فكيف سيكون حال مستقبل أبناءنا وبناتنا ؟! ، وماذا ستكون حياتهم !

... وحقيقة حال معظم فتيات اليوم وكل مايُفكّرن فيه هو الزواج والعيش في هناء مُفلتين لحظات واقعهم اليوم بالتفكير في غداً ! ، وحال بعضهن إزدادو وقاحة من أمرهم وإتّبعوا ملة المشركين والكافرين ، وأصبحوا أحرار في معتقدهم الفارغ ! وحتى مفهوم الحرية في ذواتهم ناقص ! ، فالزواج أصبح للشباب أصعب شي يُمكن أن يُفكّروا فيه لذلك كثُر الزنا وتحطيم قلوب أكثر الفتيات لكذب الشباب عليهن ، نحن نُضيّع على أنفسنا الوقت بهذه الأفكار والمُعتقدات التي دخلت نفوسنا وقلوبنا 

... تناسينا أن هنالك ملكان يُسجلان مانعيشه ومانفعله (رقيب وعتيد) ! وكل صغيرة وكبيرة وأن الله بصير بما نفعل ونقول وليس بغافل (حاشاه) ، وإنما يمهلنا حتى نبصر بأنفسنا نوره وظُلمات العوالم الإفتراضية والكهرباء 

... الحياة أقصر مما يظّن قلبك ، لذلك إحترِس مِن تضييع فُرصة نجاتك الوحيدة في هذا الوجود !

... وإلى لقاء فى الجزء السابع إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة

... تحياتي ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق