إجتمع على الثلاثة التّشرّدُ والفقرُ والضّياع :أختان تتساندان للبحث في الحاوية عن بقايا طعام وجدّةٌ تنتظر ما جادتْ بهِ:
ضاقت موانِي الرّزقِ واشتطّ النَّوَى
وَتَكالَبَتْ كُلُّ المصائبِ …..والطّوى
وَتَعَثّرتْ بِهِمُ الطّريقُ لِمأمَنٍ
لا بيْتَ يُؤوي ذَا المُهَجَّرَ ، …..لا دَوا!
والعِلْمُ وَلّى بالتَشرّدِ والدِّما
والموْتُ فِيهِم قد تنَوّعَ ….واسْتَوى
لا مَاءَ يَرْوي ، لا طعامَ يُقيتُهُمْ
فالعِزُّ ولّى بالقنابِلِ …….وانطَوى !
فتَسابَقوا للحاوِياتِ ؛ لِيَبْحثوا
عَنْ كِسرةٍ لِلخبزِ …….أَوْ أكلٍ هَوى !
طالَ انتظارٌ للعجوز بِوِقفَةٍ
والحِمْلُ زادَ على الصغيرةِ مَعْ طَوى
كُلٌّ تضافَرَ ؛ كيٍ يَلوذَ بِلُقمَةٍ
مِنْ حاوِياتٍ للغَنِيِّ وَلَوْ …….. نَوا !
وَلَكَمْ بكيْتُ وقد سَمِعْتُ نِداءها
تَعِبَتْ، وأُختُهَا والعجوزُ ، ..وَقَدْ دَوى
صَوْتٌ،لأهلِ الخيْرِ يطلُبُ خِدمَةً
فالحالُ صَعْب ٌوالجميعُ قد اسْتَوى:
-"يا مِنْ يَزيدُ طعامُهُ وشَرابُهُ
أُشكُرْ ، ولا تنسَ الفقيرَ ….فَقد ذَوى
لا تُلْقِهي في الحاوياتِ ، وَدَعْهُ لي
فلقد تعِبْتُ وَما وَصلْتُ…. لِمُحْتَوى
وَلَئِن رمَيْتَ ، فَلا يَكُونُ مُبَعْثراً
فَيَدي صغيرةُ ، ظَهْرُ أُخْتِيَ… قد لَوى
-أهلَ المطاعِمِ والولائمِ ، إرْحَموا
ذَلَّ العزيزُ،فخافُوا يوماً …قدْ كَوى"!
ألحرْبُ لمُ تُبقِ العزيزَ بِعزِّهِ
لكنّ نَصرِ اللهِ آتِينا ………… سَوَى !
عزيزة بشير

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق