توجسُ الحروف***
أشرعةُ مركبِ العشقِ أغرقها الأسى...
بعواصف الظنون والتًوَجُس
الشطانُ ثارت على سكون المساء
بأشباحَ من الإِسمنتِ والعسَس
الأخيلةُ غُسِلَت.. .
في دائرة السرمدية نُشِرَت
صرخت وشكت...
تحجًر فيضُها في الأنفس
اِنتهت في السراب خرساءَ بلا نَبْس
الألمُ عشعش في شرايينها ...
جُمِدَ مراعاها ويئس
البلابلُ في الأركان تائهة...
بلا نبضٍ ولا متنفًس
مراسي الحب في المرافيء سُدًت بالخروع
هَدًت فرحةَ النورس
فيا أيها العشق ما بالُ الفرحات...
سكرة بلا محطات ولا أُنس
تتمرغ في الأوهام والآهات
حجرت النور في همسِ النرجس
حقولُ الريحان والنعمان دامعة...
لفها صقيع الحاضر والأمس
فهل خلقت بين الزحام
أم القلوبُ غطت في الشخير بلا نواقيس
بلا أحلامٍ...بلا ألوانٍ ولا أس
أم رضعت من ثدي الأنين والأحزان
أم بياضُها لا يليق في بركةٍ...
تقتات من صمت الحِس ؟
فيا حروفي لا تحزني
لا تشتكي ولا تتكلمي
فمحابر الحبر ترويك...
باللؤلؤ والماس والنرجس
تبعدك عن الخنًاسِ الوسواس
تنشر رحماتِ لمساتِها...
تقيكِ من القر القارس
فيا أيها القلم المداوي ...
داوي الحروفَ من التوجس
اِطلق سراحِ بلابل الحروف...
من قيود سواد الليل واللبس
ويا سطور َالريحان
شدي القوافي بالبيان
وببلسم العبرات لقحي كلً حس
كم أخاف عليك من طحالب الليل ...
والحرابي وسراديب المحبس
قد كشرت أنيابها وتحلبت...
تتهيًأُ لسبي البسمة ولها تفترس
وضعت الأحلامَ في مهب الريحِ ...
والعشق ونور الشموس احتبس
ففي غاب البيع والنكران احترسي
دوسي على الهواجس والتوجس
*** الأديب والشاعر : أحمد الكندودي***المغرب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق