آخر المنشورات

الاثنين، 24 فبراير 2025

التفاخر .. والتباهى بقلم إبراهيم خليل على الشاعر

 التفاخر  ..  والتباهى  . 

المال والبنون زينة الحياة الدنيا  ..  زينة وتفاخر ليس إلا  ..  فهل هناك ما هو أهم وأجدى وافضل من هذا التفاخر الكاذب  ..  نعم  ..  وإن اعترض الجميع  ..  فحين يتقدم بنا العمر  ..  نزهد فى المال  .. والطعام والملبس وكل شئ  ..  حيث حظينا منهم ما اشبع رغباتنا  .  ويظل التفاخر بالأبناء والاحفاد  .. وحين نجد الأبناء والأحفاد جميعهم بعالمه الخاص  ..  وما بيننا وبينهم إلا تبادل الزيارات الروتينية وكلا يذهب لحال سبيله

او التواصل عبر الهواتف او التواصل الإجتماعى  ..  ندرك جيدا بأن هناك ما هو أهم من هذا التباهى والتفاخر بالأبناء والأحفاد وقبلهموا المال  . 

فما هو ذاك الأهم منهم ومن الأصدقاء والأصحاب والجيران وكل شئ  ؟  إنه الونس  ..  الإستئناس  ..  الدفأ  ..  الحب الحقيقى  لمن يكن سندا لك دون الإنتظار لشئ  ..  إنه عكازك الذى يصلب قوامك وتصلب قوامه تسهر عليه ويسهر عليك يسمعك وتسمعه تستأنس بأنفاسه ويستأنس بأنفاسك ويكون راعيك وأنت راعيه والتناوب فيما بينكما لرعاية الٱخر بالحب والدفأ والحنان وهذا بحد ذاته اعظم من المال والأهل والولد...  حيث هذا الونس هو من يطببك إن احتجت له  ..  يمد يد العون دون طلب  . يخاف عليك من نسمات باردة وتخاف عليه حتى لا يفقد كليهما هذا الإستئناس والدفأ والعودة للوحدة والتوحد والعيش منفردا  ..  وهنا نستطيع القول بأن المال والولد والأهل لا قيمة لهم أمام هذا الونس والدفأ

فالأبناء حين فقد هذا الكهل المتقدم بالعمر كلاهم يحيا حياته وكل ما يهمهم كم ترك لنا من مال وعقار..  حتى الفاتحة والدعاء لن نجدهم الا على الصفحات فقط الا ما رحم ربى

فأعظم مافى هذا الكون حين التقدم بالعمر هو الأليف المؤنس لوحشة الوحدة القهرية وأفضل من بيوت المسنين  ..  ومن يغضب من الابناء كل ابناء الكون وكل الاهل لمن يبحث عن هذا الدفأ فليذهب إلى الجحيم  ..  فقد تكدست دور المسنين بالأباء والأمهات بأموالهم التى تفاخروا بها وسيطر عليها ابناؤهم واحفادهم وتركوهم لعذابات الوحدة والتوحد ناهيك عمن حجروا على من كون لهم الثروات ليتفاخروا بها رغما عمن اتهموهم بالعته والغباء  . 

الونس اعظم من المال والأبناء وكل شئ

..... 

إبراهيم خليل على الشاعر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق