حول فهم هذا الدين القيم /
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
عندما ننظر إلى جوهر الدين الإسلامي ورسوله الرحمة المهداة للعالمين صاحب الدعوة الخاتمة ، نجد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد نزِّل الله عز وجل عليه هذا الكتاب - القرآن العظيم - هدى ليبين للناس الحق و يدعوهم إلى عبادته وطاعته في الأوامر والنواهي و ألهمه السنة النبوية الصحيحة التي تبين و تفسر لنا مقاصد القرآن الكريم من توحيد و عبادات و أخلاق و قصص و ذكر و دعاء و أحكام و دعوة إلى العلم و العمل في رحمة و تيسير ورفق و الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة و صيانة النفس من الهوى و الشيطان و عدم فعل الخبائث و التحلي بالحكمة و الفضيلة قولا وعملا من أجل الصراط المستقيم في وسطية و عدم مغالاة حسب الاستطاعة و القدرة ٠٠
و من ثم طبق ما جاء به الشرع مفصلا من أمور بين الخاص و العام و العادة و الأعراف التي لا تتنفى مع الكتاب و صحيح السنة النبوية الشريفة و التي حوت كل هذه الحوادث و الأحداث المذاهب الفقهية لنقل تعاليم الدين القيم بأصوله و فروعه و أحكامه ٠٠
و لنا الاجتهاد حسب الشروط التي تتوافر في فقهاء و علماء و نقل الآراء و المسائل القديمة مع عدم إغفال قضايا العصر المستحدثة مع حركة الحياة ٠٠
و التنبيه على كل داع ٍ يتصدر الدعوة أن يلين جانبه و عدم تنفير الناس من الأحكام و تعقيد الفقه أمام حياتهم و فرض الوصاية و التعنت فالعالم الفقيه هو الذي يبحث عن مقاصد تفيد الناس و تبيح لهم المستجدات أما الذي يتبني أمور الحرام و يستخدم لا يجوز و سد منافذ الفتاوى أمامهم ليس إلا ناقل المتن و شكل النص دون فهم و إدراك مقاصد الشرع في إطار النص مع الظروف و البيئة و الأعذار و الضرورات و التدرج في شروط المسائل الفقهية أمام الاجتهاد فيعرف الندب و الاباحة و الاستحباب و الكراهية المؤقتة أما الحرام فالسائل لا يجهله تماما
و الإكثار من قضايا الاختلاف و الجدل و تعقيد هذا الدين لا يأتي بجديد بل سوف يفرق جوهره و يطمس منهج الحياة ٠
و على الله قصد السبيل ٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق