«[3]» كيف نستقبل أشهر الطاعات؟! «[3]»
دكتور / علوي القاضي.
... كيف نستقبل رمضان على نهج النبي ﷺ ، وصحبه الكرام باعتباره ذروة سنام أشهر الطاعات؟!
... وصلا بما سبق وكما ذكرنا أن التوبة الصادقة بشروطها ، وكذلك الدعاء ببلوغ رمضان والإلحاح في الدعاء بقبول أعمالنا الصالحة من ، وقضاء مافات من صيام في السنوات الفائتة ، وبعد إستجابة دعاءك يجب أن يغمرك الفرح والإستبشار بقدوم الشهر واستجابة الله لدعاءك ، وأفضل للمسلم أن يعبد الله عن علم ، والإكثار من الصيام في شعبان ، وقراءة القرآن ، وإعداد برنامج للعبادة لحسن استغلال الوقت ، ومن الإستعداد أيضا تدريب النفس على الصيام والتهيئة البدنية
(★) ومع تدريب النفس والبدن على الصيام يجب (تصفية القلوب) ، بـ (التخلي) ، والتخلص من الضغائن والشحناء ، والصلح مع الآخرين ، ليكون القلب مستعداً لاستقبال النفحات والتجليات الرمضانية ، بروح مُطمئنة ، و(التخلي) عن كل الشوائب التي أصابت قلوبنا ، ثم (التحلي) بالصبر على العبادة ، لنحصل على (التجلي) ، إذا ليكون هدفنا (التخلي) قبل (التحلي) لنبلغ (التجلي) ، فالقلوب مملوءة بالسواد والظلمة طوال العام من أثر الذنوب والمعاصي ، من (السب والشتم والغيبة والنميمة والنظر إلى الحرام وشرب المحرم والغل والحقد والحسد والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق وأكل الحرام وفعل المنكرات…..إلخ) ، وكل ذلك سبب في سواد (الران) القلب ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:”إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ في كتابه الكريم (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَاكَانُوا يَكْسِبُونَ) ، فتخيل كيف حال قلبك بعد أحد عشر شهرا من المعاصي والآثام ؟!
... فيجب أن (نخلى) القلب ونجليه ونطهره من هذه الآثام والظلمات ، قبل أن (نحليه) بالعبادة والطاعة ، فلا يجوز إدخال القرآن والصلاة والذكر على مثل هذه القاذورات ، حتى نطهر القلب منها ، فهب أنك عندك قطعة أرض فضاء مملوءة قمامة تريد بناءها ، هل ستحليها بالبنيان على ماهي عليه من قمامة أم تطهرها ؟! فهكذا القلب يحتاج إلى (تخلية) قبل (التحلية) ، فلا بد من الإقلاع عن الذنوب التي عشقناها طول العام ، فانزع نفسك من أوصاف الدنيا التي غرتك في سالف الأيام ، إعتق رقبتك من أسر الهوى والآثام ، وحرر قلبك من سجون المادية الغليظة والأوهام ، فإذا صلحت بدايتك صلحت نهايتك ، ومن صلحت بدايته صلحت نهايته ، وإنه إذا أحسن البدء حسن الختام
... ولنندم على تقصيرنا في جنب الله ، وكم أن الله أمهلنا حتى هذا الوقت لنتوب ، وإذا لم نتب الآن فمتى نتوب ؟!
... كل عام وحضراتكم بخير

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق