آخر المنشورات

الأحد، 16 مارس 2025

نفحات وتجليات رمضانية «(١٧)» ★ ( الإعـتـكـــاف) بقلم ★ د/علوي القاضي

 «(١٧)» نفحات وتجليات رمضانية «(١٧)»

★ ( الإعـتـكـــاف) ★ د/علوي القاضي ★

... أخي الكريم ، هل تنوي الإعتكاف في شهر رمضان ؟! 

... إن كنت عقدت النية خالصة لله ، فلابد وأن تتعرف على فقه الإعتكاف :

... فإيجابياته تتلخص في أنك حينما تغلق هاتفك ، فيرتاح جسمك وعقلك من ضغط العمل ، ويرتاح قلبك من هموم الحياة ، ويرتاح بالك ولاتنشغل بالدنيا ، وتصلي وتسبح وتستغفر وتقرأ القرآن 

... إذا كيف تؤديه وماذا تعمل وكيف يكون ؟!

... بداية فحكمه الشرعي أنه عبادة ، سنة وليس فرضا ، رجل أو إمرأة ، هو خلوة الإنسان مع ربه ، يشترط أن يكون في مسجد تقام فيه صلاة الجمعة والجماعة 

... وعلى المعتكف أن يظل في المسجد وينام فيه ، ولايزعج المصلين ، ولايؤذي أحدًا ، ويحافظ على نظافة المكان 

... أخي الكريم ، دع الدنيا ، واترك الخلق للخالق ، فكثير من الناس قبلك جمعوا وجمعوا ، وفي النهاية تركوا الدنيا ، أو تركتهم ، رجعوا صفر اليدين ، لافوقهم ولاتحتهم ، وغادروا الدنيا كما خلقهم الله ، فاغتنم الفرصة قبل فوات الأوان ، كن ضيفا على الله في بيت الله ، إعتزل مع ربك ، أياما وليالي ، أدخل هذه التجربة ، ولا تتردد

... والإعتكاف يجوز في جميع الأوقات ، ولكن الأفضل في العشر الأواخر من رمضان  

... فإذا إعتكفت فلا تخرج من المسجد إلا للضرورة فقط ، ويجوز أن تأكل وتغتسل وتذهب إلى الطبيب ، ويجوز لك  إستخدام الهاتف ووسائل التواصل كلها ، لتطمئن على أهلك وأولادك ، ولا يجوز إستخدام الفيس أو الواتس للتسلية ، ويجوز أن تزورك زوجتك وأقاربك في المسجد ، وكذلك يجوز للمرأة أن يزورها زوجها وأهلها ، وإياك أن تتحدث كثيرًا واحذر من اللغو في الحديث والغيبة والنميمة ، بل إنشغل بالعبادة والصلاة والإستغفار 

... والإعتكاف سنة فقد إعتكف النبي (ﷺ) في العشر الأواخر من رمضان ، ومن بعده إعتكفت زوجاته ، وكان (ﷺ) يزوره نساؤه في معتكفه ، ويتحدث معهن 

... كما يجوز للنساء الإعتكاف في بيتهن ، في حجرة أو ركن ، تجهزه للصلاة وتعتكف فيه ، ولا تخرج منه ، تصلي وتستغفر وتقرأ القرآن 

... أما مدة الإعتكاف ، فلم يرد نص يحدد المدة ، سواء ساعة أو يوم أو أكثر ، في الليل أو النهار ، ولم يذكر الفقهاء صيغة قولية خاصة للنية ، فالنية محلها القلب 

... يمكنك أن تصلي الظهر ، وتنوي البقاء في المسجد إلى صلاة العصر ، أو تصلى المغرب ، وتنوي البقاء في المسجد إلى صلاة العشاء ، أو تصلي العشاء ، وتنوي الإعتكاف إلى الفجر ، أو ربما وقتا أكثر ، أياما أو ليالي ، تنوي في نفسك هذه العبادة ، والتقرب إلى الله ، وتبدأ بالصلاة والتسبيح والدعاء 

... والإعتكاف يجوز في أي شهر ولا يشترط أن يكون في رمضان ، ولايشترط أن يكون صائما ، فلو إعتكف بدون صيام في غير رمضان لابأس

... ويصح الإعتكاف من العاقل البالغ المكلف ، الذكر أوالأنثى ، الطاهر من الجنابة ، نظيف الجسم والثياب والمظهر 

... فأنت حينما تستسلم لله ، وتخلو مع ربك ، جسدا وعقلا وقلبا وروحا ، وتدعو وتصلي وتسبح وتستغفر ، هل تتخيل كم تحصل من الأجر العظيم  وأنت لا تدري !

... ومن المؤكد أنك لو إعتكفت في العشر الأواخر فحتما ستدرك ليلة القدر ، فأكثر من الدعاء والتسبيح والإستغفار ، وأما الدعاء المأثور بليلة القدر والعشر الأواخر  يقول : 

«اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» 

... تقبل الله منكم ومنا صالح الأعمال

... وكل عام وحضراتكم بخير

... تحياتي ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق