وداع...مرة اخرى
دَعي كلّ شيء على حاله
ولا تسرفي في الأسى
ولا توغلي في ملام
ولا في سلام ولا....
دعي كلّ شيء
كما يترك البدو آثارهم
حجرًا حجرًا
ومسرجةً
وشيئا من البنّ فوق الرمادْ
ووقع خيولٍ
تطير تباعا
وسجع مطوّقة
فارقت خلّها في السّهاد
دعي مثلهم خاطرا للرياح
وبعض جناح
وصوتًا به تستحمّ النجوم
وقلبا تلظى
على برزخ الشعراء
ووشما يقارع خيبتهم
في الرّقاد
دعي كلّ ما يدع اللّيل
عند الرّحيل
نثارًا من النّجم والزّفرات
وشيئا من الرّاح في قعر دن
ولحظا تضرج مثل الاقاحي
دعي كلّ مايدع الرّمل فوق السّراب
دعي كلّ شيء
على حاله
مثلما وُجد الكون أوّل مرّة
ولا تطمعي أبدا بامتلاك الهواء
ولا بالسّواري التي
صعدت فوق قمّتهاالقبّرات
ولا بالنّسور التي رفرفت
في السّحاب
دعي كل شيء
ولا تأسفي مطلقا على أيّ شيء
فلا شيء يملكه أيّ شيء
ولا شيء يملكه البحر
غير العباب
دعي كل ّ شيء
كما يفعل العاشقون اليتامى
حروف النّداء
نثار الزجاج الذي سقط
في دروس البكاء
حروق البنفسج والأقحوان
وأنشودة البرد والكبرياء
دعي فجره اللؤليّ وحيدا
فلن يشرق الفجر إلاّ
بتعويذة من يديك
وخلّ شبابيكه موصدات
فلا طير يأوي إلى قمحه
وشدّي على دمعك هذا الحزام
حرام على سوسن الوقت
هذا الغمام
وهذا الهديل الذي لم يكنك
دعيه فليس بغير حروفك
يغنّي اليمام
دعيه وحيدا كياء النداء
ولا تسرفي أبدا في حداء الحروف
ولا في الحفيف
ولا في تمني الهجير
وقد فاجاءتك غيوم الخريف
لحرفك نبض الخزامى
وبعض ندامى
يطيرون فجرا
لكي يبلغوا قلبك الملكي
ويجثوا تباعا
يعبون راح الهوى في القوافي
فلا تحفلي بالذي قد تداعى
ولا تركبي أي فلك اذا لم يمد
إليك الشراعا
فوزية العلوي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق