السؤال في الدين :
............................
يطيب لنا في لقاءاتنا ومجالسنا أن نزايد في سؤالنا عن الصحة والكيف والسلام وأمور الدين والعبادة واحيانا الى حد التكلف وهذا طبعا لانجده في غير مجتمعاتنا.
فالمبالغة في السؤال وما يتبعه من فضول عن تفاصيل في من يجالسنا الذي غالبا مايكون في أمر شخصي او خاص يتسبب في حرج من نسأل ليجيب عليه،ونعلم احيانا أن بعضا منها يسوء سامعها او يكلفه مالايطيق.
وربما يسأل احدا عن سبب موضوعنا هذا،والجواب واضح وبسيط،فلقد علّمنا ديننا الحنيف وسيرة نبينا عليه افضل الصلاة والتسليم آداب السؤال ونهانا التكلف والتعمق فيه لما له من مردود يتسبب الى الحرج والضيق أو أن يرد الجواب بما يسيء الى السائل.
وقد جاء في كتاب الله تعالى:
(ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء أن تبد لكم تسوءكم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم) سورة المائدة .
ربما كان هذا الطرح بعيدا عن ما استفتحت به موضوعي ولكني جعلته بداية لاتفرغ في أمر هام لطالما يتطرق إليه الكثير في جلساتهم،وهذا ماورد في السيرة النبوية المعطرة التي كان بعض الاعراب يغالون في سؤالهم بين يدي النبي صل الله عليه وسلم كما سبقهم فيها قوم موسى من قبل في أمر البقرة مثلا، ومثلما جاء احدهم بعد نزول آية الحج(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)ليسأل فقال الرجل أكل عام يارسول الله ...وقد أعادها ثلاثا والرسول عليه الصلاة والسلام معرض عن الجواب ،حتى قال:
لا..ولو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم أن تحجوا في كل عام ، او كما سأله احدهم اين مدخلي؟ فقال النار ، وآخر سأله عن من يكون ابوه الذي خالفه صاحب له ليعيّره بنسبه فقال له هو عبد الله . .
وترى في الجانب الاخر من صحابة الرسول رضي الله عنهم من لايوافقهم في مثل هذا
كما فعل عمر حين برك على ركبتيه بعد أن رأى غضب رسول الله من كثرة هذه الأسئلة وقال.
رضينا بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وبالاسلام دينا ،فسكت غضبه عليه الصلاة والسلام.
وقد نهوا رضي الله عنهم عن سؤال النبي عن شيء فكان يعجبهم أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأل النبي عن شيء ونحن نستمع،اعتقادا منهم وايمانا فما تركه الله تعالى لم يكن من نسيان ،كما قال تعالى(وما كان ربك نسيّا)سورة مريم.
حتى نجد في وقتنا هذا من يسأل عن امور دنيوية لم يسبق اليها من سبقهم في الدين ومنها مايخص ما استحدث في امور الزواج والطلاق ومناسك الزيارة والعمرة والحج وتقبيل الحجر الاسود وتحريم الخمر وأكل طعام البوذيين وتحليل امور في السفر والهجرة والزكاة والتسليف والمضاربة في التجارة والبنوك وآداب الشارع والموسيقى والغناء والشعر وما الى ذلك..اعود لأقول أن من الافضل أن نبتعد عما لاينفع الدين أو نسأل عن امور بلغ بها العلم حاجته وما لاحاجة إليه في هذا الوقت وعن صعاب الحوادث والمسائل وشرارها وما يبعث فيه من فتن وتفريق وتعصب وان نتمسك باركان الدين ونعض بالنواجز عل صحاح ماورد عن احاديث المصطفى صل الله عليه وسلم وآله وصحبه الكرام ونعود لكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فالحق بين والباطل بين،وحلال محمد حلال الى يوم الدين وحرامه حرام الى يوم الدين.
..................................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق / بغداد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق