نفحات روحانية تعبق عطرا..في الشهر الفضيل
أنوار تضاء..على الأعمال الصالحة
تصدير :
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وانصر إخواننا الفلسطينيين،اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين،اللهم آمنا في وطننا واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
يحظى شهر رمضان المبارك باهتمام غالبية المسلمين نظرا لما يمثله هذه الشهر الكريم من قدسية تلقي بظلالها على مختلف مجالات الحياة العامة بما في ذلك ضبط السلوك وتعزيز التضامن والتكافل الاجتماعي واحترام مشاعر الآخرين،إضافة إلى كونه مناسبة تساهم في تنمية المشاعر الدينية وأداء العبادات وصلة الأرحام وتوطيد العلاقة بين العبد وربه.
يعد شهر رمضان هو شهر القرآن والرحمة والمغفرة،وهو فرصة عظيمة للمسلمين لزيادة الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله تعالى، وفي هذا الشهر المبارك،تتضاعف الحسنات وتُرفع الدرجات،لذا يجب على المسلم أن يستغل كل لحظة فيه في فعل الخيرات والأعمال الصالحة.
القراء الكرام :شهر رمضان المبارك تسمو الأرواح إلى بارئها جل في علاه،وتتسابق خلاله النفوس المؤمنة في ميادين العمل الصالح، طمعاً في زيادة الحسنات،ومحو السيئات،ورفعة الدرجات، ولاسيما أن أيام هذا الشهر الكريمة ولياليه العظيمة،تُعد موسمـاً عظيماً ورابحاً للطاعات،وميداناً واسعاً للتنافس في أداء العبادات،والقيام بالكثير من الأعمـال الصالحات،والتقرب إلى الله سبحانه بألوانٍ مختلفةٍ من الطاعات والقُربات،شهرٌ أوله رحمة،وأوسطه مغفرةٌ،
وآخره عتقٌ من النار .
أيها المؤمنون: كلُنا بفضل الله تعالى يُصلي ويصوم،وكلنا يُحسن ويتصدق،وكلنا يتقرب إلى الله تعالى بمـا يستطيع من الأعمـال الصالحة،والطاعات المُمكنة،سواءً أكانت سـريةً أو علنية،وسواءً أكانت فرديةً أم جماعية،وهذا من فضل الله علينا،ومن جميل توفيقه لنا،ومن كريم لطفه بنا..
ومن هنا،يكون همنا جميعا في هذا الشهر الفضيل،تحقيق أقصى قدرٍ يُمكننا من كسب رضوان الله تعالى،ونيل عظيم الأجر والثواب في كل لحظةٍ من لحظاته،وبخاصةٍ أن الله تعالى يقول : (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) ولعل خير معينٍ على ذلك،أن يكون لكل إنسانٍ عمله الصالح الذي ينفرد به عمن سواه في شهر رمضان، ويتميز به عن غيره،وإن كان ذلك العمل يسيراً،فإن الله تعالى ينظر إلى صلاح النية وإخلاصها،ويُثيب على العمل الصالح الخالص لوجه الله سبحانه بالأجر العظيم،الذي يكون سبباً في نجاة العبد وفوزه برضوان الله تعالى ودخول الجنة..والأفضل-حفظكم الله- والأكمل والأجمل أن يُخفي العبد ذلك العمل عن الناس، وأن يحرص على أن يكون ما يعمله لله تعالى فيمـا بينه وبين ربه سبحانه،حتى يكون ممن قال فيهم الحق جل جلاله : (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً)
القراء الأفاضل : إن للأعمال الصالحة ثمراتٍ كثيرةً في الدنيا والآخرة يمن الله تعالى بها على من اصطفاه من عباده للتلذذ بنعيم قربه ومناجاته،وطريق الحصول على لذة الطاعة يحتاج لأسباب لو التزم بها العبد حصل له مقصوده،وجمع بين سعادة الدنيا ونعيم الآخرة،يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) فالعمل الصالح ثمرته عظيمة ونفعه جليل،ويكفي المؤمن شرفاً أن ينال الحياة الطيبة في الدنيا قبل أن ينتقل إلى الحياة الطيبة في الآخرة وذلك عن طريق العمل الصالح الخالص لله والمتبع فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم،فلا سعادة للمرء إلا بسلوك طريق العبادة التي ارتضاها الله لعباده المؤمنين،وكلما كان العبد أحرص على أداء العبادة على الوجه الذي يرتضيه ربه،كان السبيل للحصول على البهجة وراحة الضمير سهلاً وميسراً..
والبهجة التي تنتج عن العمل الصالح هي هبة من الله عز وجل، وعليه،نسأل الله تعالى بمنه وكرمه وجوده وإحسانه أن يمن علينا ببهجة الطاعة ونورها الساطع،وأن يجعل طاعته أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ،وأن يمن علينا بحلاوة الإيمان في قلوبنا، وأن يعيننا على كل ما يرضيه عنا،وأن يغفر لنا تقصيرنا وزللنا إنه سميع مجيب الدعاء.
وأختم بهذا الدعاء راجيا من الله أن يتقبله مني ومنكم ويضعه في ميزان الحسنات:
اللهم وفقنا للعمل بما يرضيك،وجنبنا أسباب سخطك ومعاصيك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..اللهم وفقنا جميعاً إلى عمل الصالحات،وجنبنا المعاصي والمحرمات،وثبتنا بالقول الثابت في الحياة وعند الممات،اللهم تقبل منا صالح أعمالنا، وارزقنا الاستقامة على دينك في كل وقت وآن.اللهم اجعلنا من المداومين على الصالحات،اللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين الأخيار الأبرار.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وانصر إخواننا الفلسطينيين،اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين،اللهم آمنا في وطننا واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمين يارب العالمين.
من اعداد محمد المحسن
*اكراما لله وتقربا إليه ،أيها القارىء الكريم : أكثر لنفسك ولاهلك وأولادك من الدعاء قبل وبعد كل صلاة ولا تنسى اهلك من النصيحة ورفع همتهم وتنبيههم أيضاً بالاستعداد، "فخيركم خيركم لأهله".
أخيراً والأهم العفو عن كل الناس وخصوصاً من ظلمك،أو جار عليك فالعفو من شيم الكرام،فلا تدخل رمضان وقلبك فيه مثقال ذرة من بغض أو حقد على إنسان وسامح لوجه الله.
ولك عند الله الإجر العظيم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق