للبَيتِ ربّ يَحمِيه
***
أفْكَارٌ تَتَبَعثرُ فِي فَوضَى حَيَاتِنَا المُرْعِبَة، تَحُومُ فِي دَاخِلِنَا، كُلهَا تَنَاقُضَات تَجَمَّعَت دُونَ عِلمٍ مِنَّا لِتُشكّلَ فَرِيقًا مُتّحِدًا يَتَآمَرُ عَلى الحُلمِ العَرَبِي وَقد يَكُونُ ذلِكَ الحُلمُ الذِي نَحلمُ قدْ سَقطَ فِي بِئرِ يُوسُفَ، ولكِنّي عَلى يَقِين أنّ قَافِلةَ العَزِيز سَتَمُرّ يَومًا لِتُلقِي حَبلَ النَجَاة لِهَذا الوَطنِ العَرَبِي الغَرِيقُ والغَالِي والذِي كُلمَا أذكُرُ التَفاصِيلَ تَنتَابنِي رَغبَة جَارِفَة فِي البُكاء بل البُكَاء المُرْ عَلى وَطنٍ أسْقَطُوه فِي الحَضِيضِ وأهِينَ فِيهِ العُلمَاء وَالشُرَفَاء وَالمُثقفُونَ وَالأدبَاءُ والشّعَرَاء كَمَا هَجَرَه الأطبَّاءُ وَالمُهندِسُون والمُبدِعُونَ وَكلّ شَيءٍ جَمِيل.
قَسَمًا تُرِكَ لِلمُوَاطِن دَفعُ ثمَن كُلّ شَيءٍ، فَيَموتُ المُواطِنِ فِي اليَومِ ألفَ مَرّة ومَرّة حَتى أنّكَ تَسمَعُ مَعَ كُلّ غُرُوبِ شَمسٍ صَرَخَاتٌ تُذِيبُ النُفوسَ فَألعَنُ زَمَنِي الرَّدِيء، زَمَنُ التِجَارَة بِدَم المُوَاطِن العَربِي والسَّمَاسِرَة يُتَاجِرُونَ بِأروَاحِ البَشر حَتى نَخَالُ الأروَاحَ كمَا الكُتُبِ تُبَاعُ عَلى أرْصِفةِ الطرِيق.
لِلبَيتِ رَبّ يَحمِيه هَذِه حَقِيقَة أمْ هُو حُلمِي مَعَ أحْلامِكُم التِي لمْ تَأتِي بَعد ولكِنهَا لن تُخلِفَ مَوَاعِيدَهَا أبَدًا رُبّمَا هِي تَنتَظِرُ وَقتًا أفضَل لِتبَاغِتَكم بِفَرحَةٍ ولعَلهَا تَختَبِرُ صَبرَكم وَجِدّيَتَكُم فَلا تَيأس يَا ابن حَواء فِي انتِظارِهَا، فَكم مِن وَجَعٍ ظنَنتُم أنّه لن يَبرَأ أبَدًا فأبدَعَ الله بَعدَ يَأسِكم فِي مُدَاوَاتِهِ ، لا تَتَعَجّل فرْحَكَ يَا ابن آدم ثِق سَيَتَخَطى الخَلقَ كُلهُم وَيَصِلُ إليْكَ وَرُبّمَا يَصِلُ عَلى يَد مَن مَنَعَ ذَلِك الإحسَاس العَجِيب بِالحِمَايَةِ وَالطُمَأنِينَةِ
اصنَع لِنفسِكَ دِرعًا رَبَّانِيًا يَحمِيكَ وَدَع النّتَائِج تُبهِرُهُم لِأنّك فِي وَطنِك
***
عزالدين الهمامي
بوكريم / تونس
06 مارس 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق