آخر المنشورات

السبت، 1 مارس 2025

رِثَاءٌ سَابِقٌ لِأَوَانِهِ بقلم الشاعر صاحِب ساجِت

 *      " رِثَاءٌ سَابِقٌ لِأَوَانِهِ "


أَيُّهَــا الشَّاعِرُ..

نَقِّ وَردَةً،

وَ اِزْرَعْهَـا فِي مَدَافِنِ القَصِيدِ!

 

قَصِيدَةٌ 

سَقيمَةٌ عَرجَاءْ

فَكَّرَ يَومًا شَاعِرُهَــا

أنْ يَطْلِقَ سَرَاحَهَــا

لِيَرثِيهَــا

بِقَصيدَةٍ بَكْمَاءْ

رَسَمَ حرُوفًـــا

مُبلَّلَةً بِالدَّمْـعِ

رَفَعَ عَقِيرَتَــهُ

رَاكِبًا صَهْوَةَ الغِنَاءْ

       ــ " يَـا مَوْسِمَ الحُزْنِ.. 

          كَمْ أَنْتَ طَوِيلُ 

         مَا بَعْدَكَ حُزْنٌ أبَدًا      

         نِدٌّ.. أَو مَثِيلُ

         'أَيُّوبُ' أَنَــا 

        وَ صَبْرِيَ جَمِيلُ

        آهٍ عَلَـىٰ حَالِــي

        وَيْلي..  

        يَا وَيْلي.. 

        وَيْلاَهْ!"

كَمْ تَمَنَّىٰ عِشْقَ الغَوَانِي

فَمَــا طَعْمٌ أَلَـذُّ مِنَ الآهْ

بِلَا مَعشُوقٍ 

تَحَامَلَ عَلَـىٰ سَيْفِ العَوَاذِلِ

فِي خَاصِرَةِ المَوتِ

مَزَّقَ الحَشَا

خَضَّبَ نَسِيجَ الكَفَنِ

بِالحِنَّاءِ ..

وَ الدِمَا !

 لُحْمَةً وَ سَدَاةْ

وَ أَسْرُارَ لَيْلٍ حَزِينٍ 

اِبْيَضَّتْ نَوَائِبُهُ

سَارَ عَلـىٰ نَصْلِ خَيْطِهِ

نَفَرٌ مٍنَ الجِنِّ

وَ ثِلَّةٌ مِنَ الاِنْسِ المُتَدَنِّي

قَصِيدَةٌ

أُطْلِقَ سَرَاحُهَــا

تَطَايَرَتْ مَعَ الرِّيحِ ذَوَائِبُـهَــا

وَ اَصْفَرَّتْ لَيْمُونَةُ الخَدِّ

تَعَثَّرَتْ خُطَاهَــا

وَ لَمْ تَحْضَ بِمَنْ يَقْرِضُ

يَنْدِبُ حَظَّهَــا

يُسَلِّيهَــا

يُقَشِّرُ هُمُومَ حُزْنِهَــا

فِي وِهَادِ وَ رَوَابِي الحَيَـاةْ

تَمْشِي الهُوُينَا مُنْذُ الصِّبَــا

فَيْرُوزَةٌ يَتِيمَةْ

عَلَـىٰ شَاطِئ السِّنِينِ

عَلَّ السُّفُنَ تَأْتِـي

بِصَيْدٍ ثَمِينِ

وَ لَمْ تَزِدِ الأَمْطَارُ 

لِلبَحْرِ زُلَالَا!

مَنْ يَكْتُبُ.. مَنْ؟

شَاعِرُ القَصِيدَةِ أَمْ..

قَصِيدَةُ الشِّعْرِ؟

الوَقْتُ لَيْسَ لِلْتَحَدِّي

شَذَرَ مَذَرْ

صَارَتْ أَحْلَامُهَــا

بِلَا عُنْوانٍ!

مُكَابَرَةً

يَـا شَاطِئَ النَّوَارِسِ،

مَحَارَةُ لُؤْلُؤٍ..

قَصِيدَتِي

فِي النَّزْعِ الأخِـيرِ

تَبْحَثُ عَنْ هُدُوءٍ

يُنْعِشُهَــا صَهِيلُ جَوَادٍ،

تُمَسِّدُ القَلبَ

كَفُّ حَنِينِ!

لِوَحْدِهَــــا،

مَـعَ الأَيَّــامِ

تَفَلَّتَتْ بِهَــا مَرَاجِيحُ العُمْرِ

تُرَانَـا…

يَتَامَىٰ؟

يَكْوِينَـا زَمْهَرِيرُ الغِيــابِ!

أَمْ حِكْمَةُ ' لُقْمَانَ ' فِينَـا

لِتَمْضِيَ أَبْعَاضُنَـا سُدًىٰ،

وَحْشَةً لا قَرَارَ بَعْدَهَـــا

تَطِيشُ لَهَــــــا النَّفْسُ،

غَوِيَّةً حَمْقَىٰ

وَ مِنْ فَرطِ الشَّوْقِ..

نُقَاتِلُ الرَّدَىٰ،

بِسَيْفٍ مِنْ وَرَقْ!


(صاحِب ساجِت/العُرَاق)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق