آخر المنشورات

الثلاثاء، 18 مارس 2025

مقالات في رمضان الصلاة في رمضان بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 مقالات في رمضان 


الصلاة في رمضان 

...........................


ان الصلاة بمعناها هي انس العبد بربه وتقربه اليه ، فقد جاء في الحديث الشريف " اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " وهي ركن من اركان الاسلام وعماد دينه ولعلها تكون في رمضان لما لهذا الشهر المبارك من خير وثواب بابا لعفو الله سبحانه وتعالى ونورا يسعى للعبد بين يديه ، ولهذا فان الصلاة في رمضان ذكر لله وتسبيح له ودعاء لرجاء عفوه ومغفرته فيزيد العبد في سنن ادائها بعد قضاءه لفرائضها ، والثابت في السيرة النبوية التي ثابر فيها رسول الله صل الله عليه وسلم على دوام ادائها ولم يتركها الا ما ندر  ، وسنن الصلوات الخمس التي تعرف ايضا ( الرواتب ) التي تعني السنن المؤكدة الملازمة لصلاة الفرض ، سواء القبلية منها او البعدية ثبت ان عددها اثنتا عشرة ركعة وقد اباحها الله سبحانه وتعالى رأفة بعباده فهي تكمل النقص في الفرائض وتجبرها يوم الحساب ، وهي ركعتان قبل الفجر واربع ركعات قبل صلاة الظهر وركعتان بعد الفريضة وركعتان بعد صلاة المغرب ومثلهما بعد صلاة العشاء ، فيما نهى عليه الصلاة والسلام سنة الصلاة في العصر الا الفريضة .


وَما يهمنا في هذا المقال ، ذكر انواع من سنن الصلاة التي تؤدى في شهر رمضان ولعل ابرزها واهمها هي صلاة التراويح والتي جاءت تسميتها بصيغة الجمع للمفردة الترويحة وهي المرة الواحدة من الراحة (لغة ) ، وروّحت في القوم ترويحا ، صليت بهم التراويح وقد كان الناس يطيلون القيام فيها بالركوع والسجود ، فاذا صلوا اربعا استراحوا ثم استأنفوا الصلاة اربعا ، ثم استراحوا ، ثم صلوا ثلاثا ، والتراويح بمعناها هي قيام شهر رمضان ، فهي سببا لغفران الذنوب ما تقدم منها وقد ورد عن ابي هريرة ( رضي الله عنه ) قال " كان رسول الله صَل الله عليه وسلم يرغّب في قيام رمضان من غير ان يأمرهم فِيهِ بعزيمة فيقول : "من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " ومن صلى القيام مع الامام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة كاملة .


ومن فضائل هذه السنة النبوية ، عن ابي ذر ( رضي الله عنه ) قال : " قُلتُ يا رسول الله ، لَو نفّلتنا قيام هذه الليلة ، فقال : ان الرجل اذا صلى الامام حتى ينصرف حسب له قيام ليله " وان فاعلها اذا مات وهو مداوم عليها كان من الصديقين والشهداء ، وعن عمرو بن مرة الجهني قال : " جاء رجل في قضاعة الى النبي صَل الله عليه وسلم فقال : انما شهدت ان لا اله الا الله وانك رسول الله ، وصليت الصلوات الخمس ، وصمت رمضان وقمته واتيت الزكاة ، فقال الرسول صَل الله عليه وسلم : من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء " ، وَما ثبت عن عائشة ام المؤمنين ( رضي الله عنها ) قالت : " ان رسول الله صَل الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة ، فصلى بصلاته ناس ، ثم صلى من القابلة ، فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة او الرابعة ، فلم يخرج اليهم رسول الله ، فلما اصبح قال : قد رأيت الذي صنعتم ، فلم يمنعني من الخروج اليكم الا اني خشيت ان تفرض عليكم " قال : وذلك في رمضان .


وصلاة التراويح تؤدى جماعة في المسجد افضل من صلاة يصليها منفردا ، فالنبي صَل الله عليه وسلم صلى صلاة التراويح بالجماعة في المسجد  ، ولَم يمنعه من الاستمرار بالجماعة الا تخوفه ان تفرض على الامة ، ومعنى ذلك ان فعلها جماعة في المسجد افضل ، ومن اثرها ما جاء عن عبد الرحمن بن عبد القارئ ، قال : خرجت مع عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ليلة في رمضان الى المسجد ، فاذا الناس اوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر  ( رضي الله عنه )  ، اني ارى لَو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان امثل ، ثم عزم فجمعهم الى أبّي بن كعب ، ثم خرجت معه ليلة اخرى والنَّاس يصلون بصلاة قارئهم ، فقال عمر : نعم البدعة هذه ، والتي ينامون عنها افضل ، يريد اخر الليل ، وكان الناس يقومون اوله .


وصلاة التراويح في السنة تصلى بعد العشاء الاخرة ، يستحب الجهر بالقراءة فيها ما تيسر من القران وهي في رمضان وركعاتها ثماني ركعات اقلها ، وتختم بالشفع والوتر لمن اراد ان يختم ليلته على هذا .


ومن انواع الصلاة في رمضان ايضا الذي يداوم عليها الكثير من المسلمين هي صلاة التسابيح التي لم يثبت تشريعها او تثبت في الحديث التي جاءت بتغيير في نظام الصلاة المعروف وبما يخالف المرفوعة الى النبي صَل الله عليه وسلم ، وقيل عنها الكثير فجاءت كضعف الحديث والبدعة ، فليس هناك صلاة بالكيفية هذه وقيل انها مقبولة حيث تترك الناس يذكرون ويسبحون لله سبحانه وتعالى ، فهي من الصلوات التي خص بها الرسول صَل الله عليه وسلم آل بيته الكرام فعلّمها لسيدنا عبد الله بن عباس وسيدنا جعفر بن ابي طالب ( رضي الله عنهم ) ، وهي اربع ركعات في كل ركعة 75 تسبيحة ( سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ) كما وردت ( سبحان الله والحمد لله والله اكبر ولا اله الا الله ) وفيها : 15 تسبيحة بعد الفاتحة والسورة القصيرة ، 10 تسبيحات عند الركوع قبل الرفع ، 10 تسبيحات عند الرفع قبل النزول ، 10 تسبيحات بعد السجدة الاولى  ، 10 تسبيحات عند الطمأنينة بين السجدتين  ، 10 تسبيحات بعد السجدة الثانية و 10 تسبيحات قبل الرفع للقيام ، وقيل في فضلها ان تسبيح الصائم افضل انواع العبادات ومقامها مقام المعتمرين والحجاج .


نفعنا الله بما علمنا والحمد لله على هدايتنا لدينه والصلاة على خير الانام محمد صَل الله عليه وسلم وتقبل الله منا ومنكم احسن الطاعات ، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .


......................................................................


عبد الكريم احمد الزيدي

العراق / بغداد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق