آخر المنشورات

السبت، 1 مارس 2025

قصة قصيرة أشواق و أشواك للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

 قصة قصيرة 

أشواق و أشواك 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


في بدايه التسعينات أصبح سعيد في منتصف دراسته الجامعية بأحدي كليات القمه التي تتسم بالصعوبه و طول مده الدراسه مقارنه بالكليات الأخري لأسرة متوسطه الدخل ،الايام ممله مكررة كئيبه فلا جديد تحت الشمس هنا قرر سعيد أن يكسر الملل و بدأ في البحث عن قصه حب وبعد التفكير في أكثر من فتاه أمامه وجد ضالته في راندا تلك الفتاه الثريه التي يتنافس عليها الكثير من أقرانه 

فهي صغيره السن في المرحله الثانويه و ذات ملامح اوربيه و ووالدها يشغل منصب هام في أحدي الجامعات 

كل المواصفات تشير الي فشل تلك العلاقه و استحاله التواصل معها و لكن كان يكفيه أن يعيش تلك القصه في خياله و متابعه تلك الفتاه خاصه أنها تسكن في الشارع الموازي للشارع الذي يقطنه 

و بالفعل أصبح يمر من أمام بيتها عده مرات في اليوم و أصبح كل مشاويره تعرج الي بيتها و تصادف في مثير من الأحيان أن يلتقي بها وهي تقف في شباك بيتها في الدور الارضي و تتعلق عيناه بها و هي تستغرب نظراته أو يقابله أثناء خروجها من بوابه العماره فيبتسم ابتسامه هادئه ترسل لها الآلاف الكلمات وهي تتجاهل نظراته احيانا أو تستنكرها في أحيان أخري 

لم يقف الأمر إلي هذا الحد بل بدأ سعيد في متابعه اغاني المرحله الشبابيه و أصبح من عشاق الاغاني العاطفيه و يتخيل وجهها مع كلمات الاغاني و يرسم احلام و أمال كبيره معها و أن تحدث المعجزه و يرتبط بها رغم حالته الماديه الصعبه و دراسته الشاقه و تنافس الجميع في حبها 

و لكن كميه السعاده التي يحياها مع تلك القصه و البهجه التي تسري في بدنه عندما يراها شجعته علي الاستمرار في هذه الحاله و لم يشعر بنفسه و هو غارق في الاحلام و الاماني الا عندما رسب في تلك السنه 

هنا قرر التوقف عن تلك الأوهام التي هوت به إلي الفشل و مع حالته النفسيه السيئه بدأ في إطلاق لحيته و الانتظام في الصلاه في أحدي المساجد البعيده نسبيا عن بيته و تجنب لقاء راندا رغم الالامه النفسيه من الرسوب و كذلك انهيار آماله في الارتباط بها 

وحدث مالم يكن في الحسبان بعد شهر من رسوبه و انتظامه في الصلاه في مسجد و إطلاق لحيته التي نمت بأسرع مما يتخيل و أصبح مظهره كأحد شيوخ الصوفيه أو السلفيه الكبار 

رن التليفون الارضي و الغريب علي الجانب المقابل كانت راندا التي خففت عنه وقع الصدمه و كان إعلانها عن حبها له بمثابه قبله الحياه له 

و لكن كيف يبدأ  معها الطريق و هو قراره نفسه يحملها سبب رسوبه كما أن التزامه في الفتره السابقه أصبح عائق الارتباط بها فكيف لشاب ملتحي أن يخالط فتاه و يلتقي بها و يبث مشاعر الحب و الغرام لها 

الصراع بداخله لا يهدأ فالفرصه أتته علي طبق من ذهب و بدون مجهود أن يبدأ قصه حب مع فتاه جميله مثيره حاول كثيرا في لفت نظرها 

و في الجانب الآخر خشيته من الرسوب مره أخري بسبب تلك العلاقه و كذلك التزامه و لحيته تمنعه من الاختلاط 


هي تتصل به يوميا و داخله يشعر بسعاده طاغيه و لمن بعد المكالمه ضميره يعذبه و خوفه من الفشل و الرسوب مره أخري يطارده 

في النهايه قرر حلق لحيته و إلقاء كل البومات الحب في القمامه و عاد إلي حياته الرتيبه فقد كانت أفضل حالا مما هو عليه الآن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق