آخر المنشورات

الأحد، 16 مارس 2025

(نفحات إيمانية..في الشهر الكريم) فضائل قراءة القرآن..في شهر رمضان الفضيل بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (نفحات إيمانية..في الشهر الكريم)


فضائل قراءة القرآن..في شهر رمضان الفضيل


وغير خاف أن ثمة ارتباطا وثيقا بين رمضان الكريم والقرآن العظيم؛ فرمضان هو الشهر الذي فضله الله عز وجل على سائر الشهور، واختصه بنزول أعظم المعجزات فيه، فشهر رمضان له خصوصية بالقرآن، كما قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} (البقرة:185)

فشهد شهر رمضان هذا النزول الفريد لكتاب الله،ومن يوم ذاك ارتبط القرآن بشهر رمضان،وأصبح شهر رمضان الكريم هو شهر القرآن العظيم. 

وقد اجتمعت في هذا الشهر الكريم أمهات العبادات،وإن من أخص العبادات بشهر رمضان ما يتعلق بالقرآن العظيم،تلاوة،وتدبرا، ومدارسة،وقياما.كيف لا! وهو شهر القرآن الذي ابتدأ تنزله فيه، قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة:185). 

وكأنه سبحانه كتب علينا الصيام في هذا الشهر شكرا له تعالى على إنزال القرآن الكريم، فالصيام من أجل العبادات التي يرتقي فيها المسلم بروحه إلى السموات العلى، وكأنها معراجه الخاص ليتلقى القرآن بطريقة تختلف عن تلقيه إياه في سائر الشهور والأيام؛ لذا نجد الصائمين يجدون في مدارسة القرآن في رمضان ما لا يجدونه في غيره.

وارتباط نزول القرآن بهذا الشهر المبارك له مدلوله، فحين تسمو النفس بالصيام،وتتخلى عن بعض ملذاتها وشهواتها، وتُنقَّى يتهيأ القلب، ويزداد شوقًا إلى سماع آيات القرآن الكريم؛ فتخشع الجوارحُ، ويقشعرُّ الجِلدُ،وتسكُن النفسُ،ويُقبِل العبدُ بكليته على القرآن،علمًا وعملًا وامتثالًا.

ومن هنا،يدرك المسلم الواعي قيمة هذا الشهر الكريم،وعظمة أيامه ولياليه،فيعمرها بالطاعة،ويقضيها في التقرب والعبادة،ويكثر من الأعمال الصالحة،التي تزيده رفعة وقربا من الله تعالى.ومن الأعمال الصالحة،والعبادات المهمة التي-لها فضل-تتأكد في شهر رمضان، قراءة القرآن الكريم،فإن له خاصية في هذا الشهر،كيف وهو قد أنزل في رمضان: (شَهْرُ رَمضانَ الَذِي أُنزِل فِيهِ الْقرْآنُ هدى لِلنَاسِ وَبَينَات من الْهدَى وَالْفرْقانِ ) ( البقرة: 185)

وإذن؟

لاعجب إذا،إذا قلت إن أثمن لحظة في عمر المؤمن،تلك التي يقضيها مع كتاب الله تعالى،يحمله في يديه،ويبصره بناظريه، يقرأ آياته،ويتدبر تراكيبه ومفرداته،ويتأمل ما فيه من الآيات والدلائل القويمة،وما يحتويه من الألفاظ والمباني المعجزة العظيمة،ويأخذ العبرة مما فيه،من قصص الأولين والآخرين،وما أعد الله للمؤمنين المتقين من الفضل والثواب،وما ينتظر المخالفين والمجرمين من أليم العقاب.

إن ملازَمة القرآن وسماع آياته البيِّنات في شهر رمضان وفي غيره من الشهور، يزيد الإيمانَ،وينقِّي الفكر،ويُنير العقل،ويُحيي القلب الميتَ ويبّث فيه الحياة.

والقرآن يحكي أيضا التاريخ وعبره بلا رتوش ولا تزييف،يصف حال الأمم الغابرة،وأسباب صعودها في درجات الإيمان والرقي والأخلاق،وأسباب تنكُبِّها وهبوطها في دركات الانحراف وسيئ الأخلاق،قصص الأمم مع رسلهم،موعظة وذكرى للمؤمنين،قال الله -تعالى-: (ذَلكَ من أَنْباء الْقرى نَقصُّه عَيكَ مِنهَا قَائِم وَحصيدٌ) (هود: 100).

على سبيل الخاتمة

إنّ مِن أعظم وأنفعِ أوقاتِ المسلمِ التي تَزيد مِن تقواه لربّه سبحانَه،هي: تلكَ الساعات التي يقضِيها مع كتابِ ربّه القرآن، فيَتلوا، ويتدبَّر،ويتعلّم الأحكام،ويأخذ العظة والعبرة، فأكثِر-يا عزيزي القارءى-مِن الإقبالِ على القرآنِ العزيزِ لاسيّما في هذا الشّهر الفضيل ( رمضان)،والزّمنِ الفاضل الجليل، وحُثّ أهلك رجالًا ونساء،صغارا وكبارا،على تلاوتِه،والإكثارِ مِنه،واجعل بيتك ومراكبَكُ،وأوقاتَكُ وأسفاركُ عامرة بِه،فإنّ أجْر العمل يضَاعفُ بسببِ شرف الزمانِ الذي عُمِلَ فيه،ورمضان مِن أشرفِ وأعظم أزمنة السَّنة،بل هو شهر نُزول جميعِ القرآن إلى سماء الدّنيا جملة واحدة،حيثُ قال الله سبحانه: (شهر رَمَضان الّذي أُنْزِل فِيه الْقرْآنُ هدى لِلنّاس وَبَيّنَات مِن الْهُدى وَالْفرْقانِ)

ختاما،أسال اله: أنْ يبارك لنا في رمضان، وأنْ يُعينَنا على صيامِه وقيامِه،وأنْ يجعلنا فيه مِن الذاكرين الشاكرينَ المُتقبّلةِ أعماللهم،والمغفور لهم،اللهمَّ اجعلِ القرآن ربيع قلوبِنا،ونور صدورِنا، وجِلاءَ أحزاننا،وذهابَ همومِنا،اللهمّ ارفعَ ما نزل بالمسلمين مِن ضرّ وبلاء، وارحم موتنانا وموتاهُم،إنَّكَ سميعُ الدَّعاء،وأقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم،فاستغفِروه،إنه هو الغفور الرحيم.


إعداد محمد المحسن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق