في ظِلِ الأَزماتِ والحُروبِ
تَحتَ سَمَاءٍ مُثقَلَةٍ بِالْهَمِّ، وَأَرْضٍ تَئِنُّ مِنْ صَخَبِ الْحُرُوبِ، تَتَوَقُّفُ النَّفْسُ كَعُصْفُورٍ مُرْهَقٍ عَلَى غُصْنِ الذِّكْرَى، تُحَاوِلُ أَنْ تَلْتَقِطَ نَفَسًا بَيْنَ الرَّصَاصِ وَالْدُّخَانِ. حَيْثُ يَخْتَنِقُ الْأَمَلُ كَنَبَاتٍ صَغِيرٍ تَحْتَ صَخْرَةِ الْقَسْوَةِ لتَبْقَى الرُّوحُ تُنَادِي أَيْنَ السَّعَادَةُ؟ أَيْنَ الْأَمَانُ؟
نَحْنُ لَسْنَا أَقْوِيَاءَ بِمِقْيَاسِ الْحُروبِ، وَلَكِنَّنَا أَصْبَحْنَا أَشْبَاحًا تَحْمِلُ أَحْلَامَهَا عَلَى أَكْتَافٍ مُنْهَارَةٍ. كُلُّ ضَحْكَةٍ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الدُّمُوعِ تُشْبِهُ وَرْدَةً تَنْبُتُ فِي أَرْضٍ مُحْرَقَةٍ، صَمُودًا فِي وَجْهِ الْعَاصِفَةِ.
وَفِي اللَّيْلِ، حِينَ يَسْكُنُ الْرَّعْبُ قَلِيلًا، تُغَمِّضُ الْعَيْنَانِ فِي أَعْمَاقِ الصَّمْتِ، تُبْحِرُ الرُّوحُ بَحْثًا عَنْ شَاطِئِ الْيَقِينِ. لَعَلَّ السَّعَادَةَ لَيْسَتْ غَائِبَةً، بَلْ مُخْتَبِئَةٌ فِي زَاوِيَةٍ صَغِيرَةٍ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْصَّبْرِ.
فَإِذَا كَانَتِ الْحَيَاةُ فِي زَمَنِ الْأَزَمَاتِ كَالسَّيْرِ فِي نَهْرٍ مِنَ الزُّجَاجِ الْمَكْسُورِ، فَإِنَّ الْأَنْفُسَ الْعَطْشَى إِلَى الْأَمَانِ سَتَنْتَبِهُ يَوْمًا لِتَجِدَ أَنَّ كُلَّ جُرْحٍ كَانَ نَجْمَةً تُرْشِدُهَا إِلَى بُيُوتِ السَّكِينَةِ.
طه دخل الله عبد الرحمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق